متابعة- بتول ضوا

كثير منا مر بتجربة محبطة أثناء النوم، حيث يحلم بأنه يصرخ أو يحاول الحركة لكنه لا يستطيع. هذه الظاهرة الغريبة تثير التساؤلات: لماذا لا نستطيع الصراخ في المنام؟ وما هو التفسير العلمي وراء ذلك؟

ما يحدث للجسم أثناء النوم

أثناء النوم، يمر الجسم بمراحل مختلفة، منها مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام. خلال هذه المرحلة، يقوم الدماغ بإرسال إشارات إلى العضلات لإيقافها مؤقتًا، وهي حالة تعرف باسم “شلل النوم” أو “الجمود النومي”. هذا الشلل المؤقت يمنع الجسم من التحرك أو تنفيذ أي أفعال قد تكون جزءًا من الحلم، مثل الصراخ أو الجري.

لماذا لا نستطيع الصراخ؟

عندما تحلم بالصراخ، يحاول عقلك إرسال إشارات إلى الحبال الصوتية لإصدار الصوت، ولكن بسبب شلل النوم، لا تستطيع العضلات الاستجابة. هذا يخلق شعورًا بالإحباط أو الخوف في الحلم، حيث تشعر بأنك تحاول الصراخ لكن لا صوت يخرج. هذه الظاهرة هي جزء من آلية وقائية تمنعك من إيذاء نفسك أو الآخرين أثناء النوم.

تفسير العلم لشلل النوم

شلل النوم هو آلية دفاعية طبيعية تطورت لدى البشر لمنعهم من تمثيل أحلامهم جسديًا. بدون هذه الآلية، قد يقوم النائم بالحركة أو الكلام أو حتى الصراخ بشكل فعلي، مما قد يعرضه للخطر. في بعض الحالات، قد يستيقظ الشخص جزئيًا من مرحلة REM بينما لا يزال جسمه في حالة شلل، مما يؤدي إلى تجربة مرعبة تعرف باسم “شلل النوم الواعي”، حيث يكون الشخص واعيًا لكنه غير قادر على الحركة أو الكلام.

اضطرابات النوم المرتبطة بالصراخ

في بعض الحالات النادرة، قد يعاني الأشخاص من اضطرابات نوم تمنع شلل النوم من العمل بشكل صحيح، مثل اضطراب نوم حركة العين السريعة (REM Sleep Behavior Disorder). في هذه الحالة، قد يقوم الشخص بالصراخ أو الحركة العنيفة أثناء النوم، مما قد يكون خطيرًا على نفسه أو على من حوله.

الخلاصة

عدم القدرة على الصراخ في المنام هو نتيجة لآلية طبيعية في الجسم تمنعنا من تمثيل أحلامنا جسديًا. هذه الظاهرة، رغم أنها قد تكون محبطة أو مخيفة في بعض الأحيان، هي جزء مهم من حماية أجسامنا أثناء النوم. إذا كنت تعاني من اضطرابات نوم متكررة أو تجارب مرعبة أثناء النوم، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب متخصص في اضطرابات النوم.