متابعة: نازك عيسى
يعاني الكثيرون من شعور بالتعب والرغبة في النوم مباشرة بعد العمل، وهو أمر طبيعي في معظم الأحيان، لكن إذا استمر التعب لأكثر من أسبوعين، ينصح الخبراء بزيارة الطبيب. هذا التعب المستمر يعرف طبياً بمتلازمة TATT، وهي اختصار لعبارة “متعب طوال الوقت”.
و قد يكون هذا التعب علامة تحذيرية لمشكلة صحية أكثر خطورة، مثل مرض كامن أو عدوى. وبحسب ثورون جوفيند، الصيدلاني التلفزيوني والرئيس السابق للجمعية الصيدلانية الملكية البريطانية، هناك ثلاث علامات تحذيرية ترافق هذا النوع من التعب. تتمثل هذه العلامات في: الحمى الخفيفة، ضيق التنفس، وفقدان الشهية، مما يستدعي ضرورة البحث عن السبب المحتمل لهذه الأعراض بشكل عاجل.
كما أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، مثل السمنة، فقدان الذاكرة، السكري، أمراض القلب، تقلبات المزاج، ضعف القدرة على التعلم، وتراجع الاستجابة المناعية، مما يزيد من تعرض الجسم للأمراض.
يعد فقر الدم من أكثر الأسباب شيوعاً لمتلازمة TATT، بالإضافة إلى نقص فيتامين ب12، حمض الفوليك، السكري، وقصور الغدة الدرقية، حيث لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات مما يؤدي إلى تباطؤ عملية الأيض. ومن جهة أخرى، أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة فلوريدا أن نقص فيتامين د قد يكون سبباً غير معروف ولكن قابل للعلاج بسهولة للإرهاق المستمر.
ومن الأسباب الأخرى الشائعة التي قد تؤدي إلى هذا التعب هو الاكتئاب، إذ يمكن أن يصاب الشخص بالاكتئاب دون أن يشعر بالحزن أو انخفاض الحالة المزاجية. في بعض الأحيان، قد يعاني الأشخاص من شعور بالانزعاج أو الإحباط، أو يواجهون صعوبة في التركيز.
أما في حال كان التعب مصحوباً بضيق التنفس أو فقدان الشهية، فقد يكون ذلك مرتبطاً بمشاكل في القلب، مثل اعتلال عضلة القلب، وهو مرض يؤدي إلى سماكة جدران القلب، خصوصاً في البطين الأيسر، مما يعيق قدرة القلب على ضخ الدم بفعالية في الجسم.
كما يحذر الأطباء من أن التعب المستمر رغم النوم الجيد أو التعب المصحوب بفقدان الشهية قد يكون من الأعراض المبدئية لبعض أنواع السرطان، مثل سرطان الغدد الليمفاوية.