متابعة: نازك عيسى
يعد ارتفاع ضغط الدم من المشكلات الصحية الشائعة، حيث يصيب شخصًا من بين كل ثلاثة بالغين حول العالم. لكن في بعض الحالات، يكون السبب وراء هذه المشكلة ورم صغير في الغدة الكظرية، وهو ما لا يمكن علاجه باستخدام الأدوية التقليدية.
ولعقود، كان العلاج الوحيد لهذه الحالة يتمثل في استئصال الغدة الكظرية بالكامل جراحيًا. إلا أن باحثين بريطانيين طوروا حديثًا إجراءً غير جراحي يستغرق 20 دقيقة فقط، قادرًا على تحقيق نفس النتيجة دون الحاجة إلى عمليات جراحية معقدة.
تعتمد هذه التقنية على التنظير الداخلي عبر المعدة، مما يلغي الحاجة إلى أي شقوق خارجية. وتهدف إلى علاج أحد أكثر أشكال ارتفاع ضغط الدم شيوعًا عن طريق تدمير الأورام الصغيرة المنتجة للهرمونات من خلال جدار المعدة، ما يساعد المرضى على الاستغناء عن الجراحة التقليدية.
وأُجريت تجربة سريرية شملت 28 مريضًا، حيث أظهر 75% منهم تحسنًا كبيرًا، بينما تمكن البعض من التوقف تمامًا عن تناول أدوية ضغط الدم.
يستهدف هذا الإجراء نوعًا من ارتفاع ضغط الدم يُعرف باسم “ارتفاع ضغط الدم الأولي”، والذي يؤثر على ما يصل إلى 13% من مرضى ارتفاع ضغط الدم.
ورغم انتشاره، إلا أن أقل من 1% من الحالات تُشخَّص بشكل صحيح، مما يؤدي إلى استخدام المرضى لأدوية متعددة على مدار سنوات دون فاعلية، في حين أن السبب الحقيقي وراء مشكلتهم قد يكون ورمًا صغيرًا قابلًا للعلاج.
التقنية الجديدة، المعروفة باسم “Triple T” أو “العلاج الحراري المستهدف”، تمثل تطورًا مهمًا في هذا المجال. وتُعرف علميًا باسم EUS-RFA، أي الاستئصال بالترددات الراديوية الموجه بالموجات فوق الصوتية.
بدلًا من استئصال الغدة الكظرية بالكامل عبر الجراحة التقليدية، يستخدم الأطباء منظارًا داخليًا مزودًا بكاميرا يُدخل عبر الفم إلى المعدة، ما يسمح لهم بتدمير الورم المسبب للمشكلة فقط، مع الحفاظ على بقية الغدة سليمة.
أوضح الدكتور ستيفن بيريرا، الباحث في جامعة كلية لندن، أن هذه التقنية يمكن تعميمها على نطاق واسع في وحدات التنظير الداخلي داخل المملكة المتحدة وعلى المستوى الدولي، بشرط توفير التدريب المناسب للأطباء.