متابعة- بتول ضوا
لطالما كان الكرم صفةً محمودة في جميع الثقافات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك فروق بين الجنسين في ممارسة الكرم؟ دراسة حديثة حاولت الإجابة عن هذا السؤال، فماذا كانت النتائج؟
الدراسة
أجرى باحثون دراسة شملت مجموعة من المشاركين من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية. وتم تصميم تجربة تسمى “لعبة الديكتاتور”، حيث يُعطى المشاركون مبلغًا من المال ويُطلب منهم تحديد المبلغ الذي يرغبون في الاحتفاظ به لأنفسهم والمبلغ الذي يرغبون في تقديمه لشخص آخر.
النتائج
أظهرت النتائج أن النساء كنّ أكثر كرمًا من الرجال بشكل ملحوظ. فقد تبرعت النساء بنسبة أكبر من المال مقارنةً بالرجال. ولم يقتصر هذا الفرق على فئة عمرية معينة، بل كان واضحًا في جميع الفئات العمرية التي شملتها الدراسة.
تفسير النتائج
قد يعود هذا الاختلاف إلى عدة عوامل، منها:
– العوامل الاجتماعية: غالبًا ما تُربى النساء على الاهتمام بالآخرين وتقديم المساعدة لهم، مما قد يؤثر على سلوكهن في المواقف التي تتطلب الكرم.
– العوامل النفسية: قد تكون النساء أكثر تعاطفًا مع الآخرين، مما يجعلهن أكثر عرضة لتقديم المساعدة والتبرع.
– الاختلافات الهرمونية: تشير بعض الدراسات إلى أن الهرمونات قد تلعب دورًا في تحديد السلوك الاجتماعي، بما في ذلك الكرم.
أهمية الدراسة
تُعد هذه الدراسة إضافة قيّمة إلى فهمنا لسلوك الكرم، وتسلط الضوء على الفروق بين الجنسين في هذا المجال. وقد يكون لهذه النتائج تطبيقات في مجالات مختلفة، مثل:
– التسويق: فهم سلوك المستهلكين، خاصةً النساء، قد يساعد الشركات على تصميم حملات تسويقية أكثر فعالية.
– العمل الخيري: قد تساعد هذه النتائج المؤسسات الخيرية على فهم دوافع المتبرعين بشكل أفضل، وتطوير استراتيجيات لزيادة التبرعات.
– العلوم الاجتماعية: تُساهم هذه الدراسة في فهم أعمق للعلاقات بين الجنسين والسلوك الاجتماعي.
الخلاصة
تشير الدراسة إلى أن النساء أكثر كرمًا من الرجال في المواقف التي تتطلب تقديم المساعدة والتبرع. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن جميع النساء أكثر كرمًا من جميع الرجال، بل هي مجرد اتجاه عام.