متابعة: نازك عيسى
حذر طبيب بريطاني من أن تناول الغريب فروت قد يشكل خطرًا صحيًا بالغًا لملايين الأشخاص الذين يتناولون أدوية شائعة لعلاج حالات مثل ارتفاع الكوليسترول واضطرابات ضربات القلب، مشيرًا إلى أن التفاعل بين هذه الفاكهة وبعض الأدوية قد يؤدي إلى فشل عضوي مميت.
وقال الطبيب زاند فان تولكين، إن الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة يجب أن يكونوا حذرين عند تناول الغريب فروت أو عصيره أو حتى مرباه، حيث يمكن أن يتداخل مع الأدوية لعدة أيام بعد استهلاكها.
وأضاف الطبيب في تصريحاته التلفزيونية: “إذا كنت تتناول الأدوية بانتظام وتتناول الغريب فروت، يجب أن تكون حذرًا وتكون على دراية بما يحدث، لأن هذه الفاكهة قد تشكل خطرًا حقيقيًا”. وأوضح قائلاً: “عند تناول الأدوية، يقوم الجسم بتكسيرها ليتم التخلص منها بشكل آمن بعد أن تؤدي وظيفتها. ومع ذلك، قد يمنع الغريب فروت عملية تكسير الأدوية، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم بجرعة عالية قد تكون سامة للغاية”.
وأشار الطبيب إلى أن أدوية الستاتينات المستخدمة لعلاج الكوليسترول، وأدوية ضغط الدم، والأدوية النفسية، ومثبطات المناعة مثل تلك التي يتناولها مرضى زراعة الأعضاء، بالإضافة إلى أدوية مضادة لعدم انتظام ضربات القلب، هي من الأمثلة التي قد تتأثر بتفاعل الغريب فروت.
ويحتوي الغريب فروت على مركبات تُسمى “فورانوكومارين”، التي يمكن أن تتداخل مع إنزيم في الأمعاء الدقيقة يُسمى CYP3A4، وهو المسؤول عن تكسير حوالي نصف الأدوية المتداولة في الجسم، مما يسمح بامتصاصها بشكل صحيح. ومن الممكن أن يؤدي تناول كوب واحد من عصير الغريب فروت إلى تقليص إنتاج هذا الإنزيم بنسبة تصل إلى 47%.
نتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي تناول الغريب فروت إلى إطلاق كميات كبيرة من الدواء في مجرى الدم، مما يزيد من الجرعة ويؤدي إلى خطر أكبر للآثار الجانبية.
وتشمل الأضرار المحتملة لهذه التفاعلات، الصداع، الدوخة، آلام العضلات، والتعب، وفي الحالات الأكثر شدة، قد يؤدي إلى تلف الكبد، العضلات، وفشل الكلى.
ولا تقتصر هذه التأثيرات على الغريب فروت فقط، بل تشمل أيضًا بعض الفواكه الأخرى التي تنتمي إلى نفس العائلة، مثل البرتقال الإشبيلي الذي يستخدم عادة في صناعة مربى البرتقال، والتانغيلو، وهو مزيج بين اليوسفي والغريب فروت، والتي قد تؤدي أيضًا إلى تأثيرات مشابهة.