متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن العلاقات العاطفية الصحية قد تترك تأثيرات إيجابية على صحة القلب، من خلال تقليل التوتر، وتعزيز الدعم العاطفي، وتحفيز أسلوب حياة أكثر صحة.
في حديثها لصحيفة “ذا بوست”، أكدت الدكتورة جوي جيلبمان، أخصائية القلب في مستشفى نيويورك بريسبتريان وكلية طب وايل كورنيل، أن “الأدلة العلمية تظهر أن التواجد في علاقات داعمة وسعيدة له تأثير إيجابي على صحة القلب”.
وأضافت أن الحب يعزز من مستويات هرمون الأوكسيتوسين، المعروف باسم “هرمون الحب”، ويقلل من مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يساهم في تحسين ضغط الدم وتعزيز صحة القلب بشكل عام. وفقًا لدراسة أجريت في 2019، يمكن لهذا الهرمون أن يساهم في تقليل تراكم الدهون والكوليسترول في الشرايين، مما يبطئ من تقدم مرض الشرايين التاجية، بل ويساعد في تجديد خلايا عضلة القلب وإصلاح الأنسجة بعد الإصابة بنوبة قلبية.
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المتزوجين يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، كما أن متوسط أعمارهم أطول مقارنة بغير المتزوجين. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن خطر الوفاة بسبب أمراض القلب يزيد بنسبة 45% لدى غير المتزوجين مقارنة بالمتزوجين.
ويعتقد الباحثون أن الفوائد الصحية للزواج لا تقتصر فقط على الجوانب العاطفية، بل تشمل أيضًا الدور الذي يلعبه الشريك في تذكير الآخر بتناول الأدوية واتباع العادات الصحية. ويتمتع الرجال المتزوجون بصحة أفضل مقارنة بغير المتزوجين أو المطلقين أو الأرامل، حيث تزيد احتمالات وفاة غير المتزوجين بسبب أمراض القلب بثلاثة أضعاف مقارنة بالمتزوجين.
كما أظهرت دراسة نُشرت عام 2023 من الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن الرجال الذين لم يسبق لهم الزواج يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفشل القلبي بأكثر من الضعف مقارنة بالمتزوجين أو بالنساء بغض النظر عن حالتهن الاجتماعية.
تأثير الزواج على صحة القلب قبل سن الـ50
ترى الدكتورة جيلبمان أن تأثير الزواج على صحة القلب يكون أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، حيث أظهرت الأبحاث أن الرجال الذين تحسنت جودة زواجهم مع مرور الوقت، شهدوا تحسنًا في عوامل الخطر القلبية مثل مستويات الكوليسترول ومؤشر كتلة الجسم (BMI).
العلاقات الاجتماعية القوية وحياة صحية
حتى في حال عدم وجود شريك، فإن الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساهم في تعزيز صحة القلب. كما أن امتلاك حيوان أليف قد يكون له دور إيجابي، إذ يساعد في تعزيز النشاط الجسدي والاجتماعي، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة القلب.
