متابعة- بتول ضوا
التعرق هو عملية طبيعية تساعد الجسم على تنظيم درجة حرارته، ولكن عندما يصبح التعرق مفرطًا وغير مبرر، قد يكون ذلك أكثر من مجرد إزعاج يومي. في الواقع، يمكن أن يكون التعرق المفرط إشارة إلى وجود مرض كامن يحتاج إلى الاهتمام والعلاج. فما هي الأسباب الكامنة وراء التعرق المفرط؟ وهل يمكن أن يكون مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة؟
ما هو التعرق المفرط؟
التعرق المفرط، أو ما يُعرف طبيًا بفرط التعرق (Hyperhidrosis)، هو حالة تتسبب في إفراز الجسم للعرق بكميات تفوق الحاجة الطبيعية لتنظيم الحرارة. يمكن أن يحدث هذا في مناطق محددة مثل الإبطين، اليدين، القدمين، أو حتى في جميع أنحاء الجسم. في بعض الأحيان، يكون هذا التعرق شديدًا لدرجة أنه يؤثر على الحياة اليومية ويسبب الإحراج الاجتماعي.
الأسباب المحتملة للتعرق المفرط
1. فرط التعرق الأولي: في كثير من الحالات، لا يكون للتعرق المفرط سبب واضح، ويُعرف بفرط التعرق الأولي. غالبًا ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة ويمكن أن يكون وراثيًا.
2. اضطرابات الغدد الدرقية: زيادة نشاط الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) يمكن أن يؤدي إلى زيادة التعرق كأحد الأعراض المصاحبة لهذه الحالة.
3. مرض السكري: التعرق المفرط يمكن أن يكون أحد أعراض مرض السكري، خاصة عندما ينخفض مستوى السكر في الدم (نقص سكر الدم).
4. أمراض القلب: في بعض الحالات، قد يكون التعرق المفرط مرتبطًا بمشاكل في القلب، مثل النوبات القلبية أو قصور القلب.
5. الالتهابات والأمراض المزمنة: بعض الأمراض المعدية مثل السل أو الأمراض المزمنة مثل السرطان يمكن أن تسبب التعرق المفرط، خاصة أثناء الليل.
6. التغيرات الهرمونية: التعرق المفرط يمكن أن يكون مرتبطًا بالتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، انقطاع الطمث، أو حتى في حالات اضطرابات الهرمونات الأخرى.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لاحظت أن التعرق المفرط يؤثر على حياتك اليومية، أو إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر، آلام الصدر، أو ارتفاع درجة الحرارة، فمن المهم استشارة الطبيب. قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات لتحديد ما إذا كان التعرق المفرط ناتجًا عن حالة طبية كامنة.
خيارات العلاج
يعتمد علاج التعرق المفرط على السبب الكامن وراءه. في حالات فرط التعرق الأولي، قد تشمل الخيارات العلاجية:
– مضادات التعرق القوية: التي تحتوي على نسبة أعلى من كلوريد الألومنيوم.
– الأدوية: مثل الأدوية المضادة للكولين التي تقلل من إفراز العرق.
– حقن البوتوكس: التي يمكن أن تساعد في منع إفراز العرق في مناطق معينة.
– الجراحة: في الحالات الشديدة، يمكن اللجوء إلى جراحة لإزالة الغدد العرقية أو قطع الأعصاب المسؤولة عن التعرق.
إذا كان التعرق المفرط ناتجًا عن حالة طبية أخرى، فإن علاج هذه الحالة غالبًا ما يؤدي إلى تحسن في أعراض التعرق.