يحدث العلاج المناعي ثورة في علاج السرطان من خلال تسخير قوة الجهاز المناعي في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية. وقد أصبح هذا العلاج بديلاً واعدًا للعلاج الكيميائي في العديد من الحالات، حيث يقدم علاجًا مستهدفًا بآثار جانبية أقل، ويعزز الوقاية من خلال اللقاحات وتغيير نمط الحياة.
العلاج المناعي: تغيير جذري في علاج السرطان
يقول الدكتور جيه بي شارما، مدير قسم الأورام الطبية في مستشفى أكشن للسرطان في الهند: “إن أساس العلاج المناعي الحديث مبني على أبحاث رائدة في علم المناعة. إنه أحد أكثر المجالات إثارة في علاج السرطان، إلى جانب العلاجات المستهدفة على المستوى الجزيئي.”
وأوضح أن العلاجات المناعية تستفيد من قدرة الجهاز المناعي الطبيعية على محاربة السرطان، باستخدام آليات مختلفة لتعزيز دفاع الجسم ضد الخلايا غير الطبيعية.
آليات العلاج المناعي
الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: أجسام مضادة اصطناعية تم إنشاؤها في المختبر لمساعدة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل أكثر فعالية.
العلاج بالسيتوكين: بروتينات مثل الإنترلوكين والإنترفيرون تعزز استجابة الجهاز المناعي من خلال تعزيز نمو الخلايا التائية، وزيادة وضوح الخلايا السرطانية، والتدخل في انقسام الخلايا السرطانية.
مثبطات نقاط التفتيش: أدوية تمنع البروتينات التي تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة السرطان، مما يمكن الجهاز المناعي من التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل أكثر فعالية.
العلاج بالخلايا التائية CAR T-cells: يتم استخراج الخلايا التائية من المريض، وتعديلها وراثيًا للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، وتضاعفها في المختبر، ثم إعادة إدخالها إلى جسم المريض.
مستقبل ما بعد العلاج: دور الوقاية من السرطان
مع تقدم علم الأورام، لا ينصب التركيز فقط على العلاج ولكن أيضًا على الوقاية.
تشمل استراتيجيات الوقاية من السرطان:
اللقاحات: مصممة لتحديد وإزالة بعض العلامات البروتينية على الخلايا السرطانية، ومنع نموها وتكرارها.
الوقاية الجراحية: إزالة الأورام قبل انتشارها.
تغييرات نمط الحياة: الإقلاع عن التدخين والحفاظ على نظام غذائي صحي.
هذا ويمثل ظهور العلاج المناعي تحولًا نموذجيًا في علاج السرطان، حيث يبتعد عن الآثار الجانبية الشديدة للعلاج الكيميائي نحو نهج أكثر استهدافًا. ومع ذلك، في حين تقدم هذه التطورات آفاقًا واعدة، فإن الوعي والكشف المبكر يظلان مفتاحًا في مكافحة السرطان.