متابعة- بتول ضوا

في عصر يزخر بالخيارات اللامتناهية، من تطبيقات الهواتف إلى قوائم المطاعم الطويلة، أصبحنا نواجه ظاهرة نفسية جديدة تُعرف باسم **FOBO**، أو “الخوف من الخيارات الأفضل” (Fear of Better Options). هذه الظاهرة، التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، يمكن أن تتحول إلى مصدر قلق وتوتر يؤثر سلباً على حياتنا اليومية وقدرتنا على اتخاذ القرارات.

ما هو FOBO؟

FOBO هو ذلك الشعور الذي ينتابك عندما تكون عالقاً في دوامة البحث عن الخيار “المثالي”، خوفاً من أن تفوتك فرصة أفضل. على عكس “FOMO” (الخوف من فقدان الفرص)، الذي يركز على الخوف من تفويت الأحداث أو التجارب، يركز FOBO على الخوف من اتخاذ قرار خاطئ أو غير مثالي.

على سبيل المثال، قد تقضي ساعات في البحث عن أفضل هاتف ذكي، أو أفضل عرض سفر، أو حتى أفضل قهوة في المقهى، فقط لتجد نفسك في النهاية عاجزاً عن اتخاذ قرار، أو تشعر بالندم بعد الاختيار.

 كيف يؤثر FOBO على حياتنا؟

1. إهدار الوقت والطاقة: البحث المستمر عن الخيار الأفضل يمكن أن يستنفذ وقتك وطاقتك، مما يتركك منهكاً وغير قادر على التركيز على ما هو مهم.

2. التأجيل والتسويف: FOBO غالباً ما يؤدي إلى تأجيل القرارات، مما قد يعيق تقدمك في العمل أو الحياة الشخصية.

3. القلق والندم: حتى بعد اتخاذ القرار، قد تستمر في التفكير فيما إذا كان هناك خيار أفضل، مما يزيد من شعورك بالقلق وعدم الرضا.

4. تأثير العلاقات: في العلاقات الشخصية، يمكن أن يؤدي FOBO إلى التردد في الالتزام، خوفاً من أن يكون هناك شريك أفضل في مكان ما.

 لماذا نعاني من FOBO؟

يرتبط FOBO بعدة عوامل نفسية واجتماعية:

– الخوف من الفشل: الخوف من اتخاذ قرار خاطئ قد يكون نتيجة الخوف من الفشل أو النقد.

– ثقافة الكمال: في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحنا نعيش في ثقافة تروج لفكرة “الكمال”، مما يزيد من ضغوط اتخاذ القرارات المثالية.

– وفرة الخيارات: كلما زادت الخيارات المتاحة، زادت صعوبة الاختيار، وهو ما يُعرف بـ “مفارقة الاختيار”.

 كيف نتغلب على FOBO؟

1. ضع حدوداً زمنية: حدد وقتاً معيناً لاتخاذ القرار، وتجنب الإفراط في التفكير بعد ذلك.

2. ركز على الأهداف الكبرى: اسأل نفسك: هل هذا القرار سيغير حياتي بشكل جذري؟ إذا كانت الإجابة “لا”، فلا داعي للقلق المفرط.

3. تقبل عدم الكمال: تذكر أنه لا يوجد خيار مثالي، وأن القرارات الجيدة كافية في معظم الأحيان.

4. مارس الامتنان: بدلاً من التركيز على ما قد تفوته، ركز على الجوانب الإيجابية للخيار الذي اتخذته.

5. تعلم من التجارب: كل قرار تتخذه هو فرصة للتعلم والنمو، حتى لو لم يكن الخيار “الأفضل”.