متابعة: نازك عيسى
مع تزايد شعبية الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات خلال العقد الأخير، خاصةً لفعاليتها في إدارة مرض السكري من النوع الثاني والسمنة، يواجه هذا النمط الغذائي انتقادات بسبب افتقاره إلى بعض العناصر الغذائية الأساسية. ومع ذلك، تتحدى دراسة حديثة هذا الاعتقاد، مؤكدةً أن التخطيط الجيد لهذا النوع من الأنظمة يمكن أن يضمن تغذية متكاملة مع التحكم في استهلاك الكربوهيدرات.
أُجريت الدراسة في جامعة فيرمونت، حيث قام الباحثون بتحليل تأثير ثلاث خطط غذائية مختلفة لمدة ثلاثة أيام، كل منها يمثل مستوى معينًا من تقليل الكربوهيدرات.
وتضمنت الخطة الأكثر تقييدًا 20 غرامًا فقط من الكربوهيدرات الصافية يوميًا، تليها خطة معتدلة بكمية 40 غرامًا، وأخرى أكثر مرونة سمحت باستهلاك 100 غرام. تجدر الإشارة إلى أن التوصيات الغذائية العامة توصي بتناول 130 غرامًا من الكربوهيدرات يوميًا.
ما المقصود بالكربوهيدرات الصافية؟
عند ذكر “الكربوهيدرات الصافية” على ملصقات الأطعمة، فإنها تشير إلى كمية الكربوهيدرات القابلة للهضم التي تتحول إلى سكر في الدم. يتم حسابها عن طريق طرح الألياف وبعض أنواع الكحوليات السكرية من إجمالي الكربوهيدرات، حيث إن هذه المكونات لا تؤثر بشكل كبير على مستويات السكر في الدم.
أظهرت الدراسة أن جميع الخطط الغذائية الثلاث تجاوزت المتطلبات الغذائية الأساسية، حيث وفرت كميات كافية من الفيتامينات مثل أ، سي، د، هـ، ك، وفيتامينات ب، إلى جانب المعادن الضرورية، مع البقاء ضمن الحدود الآمنة.
وتتحدى هذه النتائج الفكرة الشائعة بأن تقليل الكربوهيدرات يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الحيوية. حتى الخطة الأكثر تقييدًا، التي تقتصر على 20 غرامًا فقط من الكربوهيدرات الصافية، تمكنت من تلبية أو تجاوز معظم المتطلبات الغذائية.
ورغم ذلك، لاحظ الباحثون بعض الفجوات الغذائية، حيث تبين أن النظام الأكثر تقييدًا يفتقر إلى الكمية الكافية من الحديد التي تحتاجها النساء الأصغر سنًا، بالإضافة إلى نقص الكالسيوم الضروري لكبار السن.
تؤكد هذه الدراسة أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لا يعني بالضرورة فقدان التغذية السليمة، شرط التخطيط الجيد لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية.