متابعة- بتول ضوا
السكتة الدماغية ليست حكرًا على الكبار، فالأطفال أيضًا قد يتعرضون لهذا الحدث الصحي المفاجئ والمؤثر. ورغم أن السكتة الدماغية لدى الأطفال أقل شيوعًا مقارنة بالبالغين، إلا أن آثارها قد تكون طويلة الأمد، لا سيما على الصعيد النفسي. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال الذين يتعافون من السكتة الدماغية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب، مما يسلط الضوء على أهمية الاهتمام بصحتهم النفسية خلال رحلة التعافي.
السكتة الدماغية عند الأطفال: تحديات مختلفة
عندما يصاب طفل بسكتة دماغية، فإن التحديات لا تقتصر فقط على الجانب الجسدي، بل تمتد إلى الجوانب النفسية والاجتماعية. قد يواجه الطفل صعوبات في الحركة أو الكلام، مما يؤثر على ثقته بنفسه وقدرته على التفاعل مع أقرانه. هذه التغيرات المفاجئة في حياة الطفل يمكن أن تخلق بيئة خصبة لظهور مشاعر القلق والاكتئاب.
الصلة بين السكتة الدماغية والصحة النفسية
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لسكتة دماغية هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب مقارنة بأقرانهم. قد يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها:
1. التغيرات الكيميائية في الدماغ: السكتة الدماغية يمكن أن تؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم المشاعر، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب.
2. التحديات اليومية: الصعوبات الجسدية أو المعرفية التي يواجهها الطفل بعد السكتة الدماغية قد تؤدي إلى شعوره بالإحباط والعزلة.
3. ردود الفعل الاجتماعية: تغير نظرة الأقران أو المجتمع للطفل بعد الإصابة قد يؤثر سلبًا على صحته النفسية.
أهمية الدعم النفسي في رحلة التعافي
لا يقل الدعم النفسي أهمية عن العلاج الجسدي في رحلة تعافي الطفل من السكتة الدماغية. يمكن أن يشمل هذا الدعم:
– العلاج النفسي: جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يمكن أن تساعد الطفل على التعامل مع مشاعر القلق والاكتئاب.
– دعم الأسرة: دور الأسرة في توفير بيئة داعمة ومتفهمة لا يُقدّر بثمن. يجب أن تكون العائلة على دراية بعلامات القلق والاكتئاب لمساعدة الطفل في الوقت المناسب.
– التوعية المجتمعية: زيادة الوعي حول تأثيرات السكتة الدماغية على الأطفال يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة الاجتماعية وتشجيع التفهم والتعاطف.
من المهم أن ندرك أن الأطفال الذين يتعافون من السكتة الدماغية يحتاجون إلى دعم شامل، لا يركز فقط على الجوانب الجسدية، بل يولي اهتمامًا خاصًا لصحتهم النفسية. توفير الدعم النفسي المناسب يمكن أن يساعد هؤلاء الأطفال على استعادة ثقتهم بأنفسهم والمضي قدمًا نحو حياة صحية وسعيدة.