متابعة- بتول ضوا
عندما نتحدث عن الشعر الأشقر، غالبا ما تتبادر إلى الذهن صور لشخصيات أسطورية أو مشاهد سينمائية تظهر جمالا نادرا. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا اللون الفاتح للشعر يحمل في طياته تاريخا طويلا وعميقا، مليئا بالأسرار العلمية والثقافية التي قد تفاجئك.
الأصول الجينية للشعر الأشقر
الشعر الأشقر هو نتاج طفرة جينية حدثت قبل آلاف السنين. وفقا للدراسات العلمية، يرتبط هذا اللون بطفرة في جين يسمى MC1R، وهو المسؤول عن إنتاج صبغة الميلانين التي تحدد لون الشعر. هذه الطفرة أدت إلى تقليل إنتاج الميلانين الداكن، مما أدى إلى ظهور الشعر الأشقر.
ويعتقد العلماء أن هذه الطفرة ظهرت لأول مرة في مناطق شمال أوروبا، حيث كانت أشعة الشمس أقل كثافة. الشعر الأشقر، مع لونه الفاتح، ساعد في امتصاص المزيد من فيتامين D في المناطق التي تعاني من نقص في ضوء الشمس، مما قد يكون قد منح حامليه ميزة تطورية.
الشعر الأشقر في التاريخ والثقافة
على مر التاريخ، ارتبط الشعر الأشقر بالعديد من الأساطير والثقافات. في الأساطير الإسكندنافية، كان الشعر الأشقر يعتبر علامة على القوة والجمال، وغالبا ما ارتبط بالآلهة والأبطال. في الثقافة اليونانية القديمة، كان الشعر الأشقر ينظر إليه على أنه رمز للشباب والحيوية.
في العصور الوسطى، أصبح الشعر الأشقر مرتبطا بالنبلاء والملوك، حيث كان يعتقد أن لون الشعر الفاتح يعكس نقاء الدماء الملكية. حتى اليوم، لا يزال الشعر الأشقر يحمل دلالات جمالية قوية في العديد من الثقافات حول العالم.
الشعر الأشقر في العصر الحديث
في العصر الحديث، أصبح الشعر الأشقر رمزا للجمال والأناقة. العديد من المشاهير يختارون صبغ شعرهم باللون الأشقر لجذب الانتباه وإبراز شخصيتهم. ومع تطور تقنيات الصبغة، أصبح من السهل تحقيق هذا اللون دون الحاجة إلى الانتظار لآلاف السنين من التطور الجيني!