متابعة: نازك عيسى
حثت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل يوم الأربعاء السياسيين على تهدئة التوترات السياسية في الفترة التي تسبق الانتخابات المقررة هذا الشهر، بعد أن أثار حزبها، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، غضبًا واسعًا بقبوله دعم اليمين المتطرف في البرلمان.
وفي مقابلة مع صحيفة دي تسايت، قالت ميركل: “هناك درجة من الاستقطاب والاضطراب”، وأضافت: “أعتقد أن هذا الوضع يشكل مصدر قلق لجميع أعضاء البرلمان”.
وأشارت إلى أنه “من الضروري الآن البحث عن أرضية مشتركة، حيث تصبح التسويات ممكنة، لأن الوضع الحالي لا يُظهر أي تكتل سياسي قادر على تحقيق غالبية مطلقة”. وتابعت: “هذا يعني أن الأحزاب الديمقراطية ستكون مضطرة للتحدث مع بعضها البعض مجددًا”.
وكان قبول حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لدعم حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف في البرلمان الأسبوع الماضي، من أجل تمرير قانون يتعلق بالهجرة، قد خرق أحد أكبر المحرمات السياسية في ألمانيا، وهو عدم التعاون مع اليمين المتطرف.
أدى ذلك إلى احتجاجات شعبية ضد الحزب الديمقراطي المسيحي وزعيمه فريدريش ميرتس، الذي يُعتبر المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات هذا الشهر، كما قوبل بالانتقاد من قبل المستشار أولاف شولتس والجماعات الحقوقية بسبب اختراق “جدار الحماية” ضد حزب “البديل من أجل ألمانيا”.
اعتبرت ميركل، التي تُعد أكثر وسطية من ميرتس، أن هذه الخطوة “خاطئة”، في تدخل نادر منها في مجريات السياسة اليومية. وقالت ميركل، التي تولت منصب المستشارة بين عامي 2005 و2021، إنها “شعرت أنه من المهم عدم الصمت في مثل هذا الموقف الحساس”، مشيرة إلى أن الوقت قد حان الآن للأحزاب الرئيسية للعمل المضي قدمًا وتجاوز هذا الجدل.
وكانت خطوة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قد أسهمت في زيادة حالة عدم اليقين بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية بعد انتخابات 23 فبراير.
وحاليًا، يتصدر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي استطلاعات الرأي بنسبة تقارب 30%، يليه حزب “البديل من أجل ألمانيا” بنسبة 20%، بينما يحتل حزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه شولتس، المركز الثالث بنسبة 16%.