متابعة: نازك عيسى
إذا كنت تتناول الميلاتونين للمساعدة على النوم، فقد تكون على دراية ببعض آثاره الجانبية، مثل الصداع والغثيان. ولكن هل يمكن أن يسبب أيضًا أحلامًا غريبة أو كوابيس؟
تقول الدكتورة كارليرا فايس، أخصائية طب النوم السلوكي، إن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الميلاتونين والأحلام، على الرغم من أن الأبحاث لا تزال جارية لفهم طبيعة هذا الرابط بشكل دقيق.
دور الميلاتونين في النوم
إن الميلاتونين هو هرمون يُنتَج طبيعيًا في الدماغ، وله دور رئيسي في تنظيم التمثيل الغذائي والدورة الشهرية، ولكنه يُعرف بشكل أساسي بتأثيره على دورة النوم والاستيقاظ.
توضح فايس: “يُفرَز الميلاتونين استجابة للظلام، مما يرسل إشارة للجسم للاستعداد للنوم. لهذا السبب، غالبًا ما يُستخدَم كمكمل غذائي لتحسين جودة النوم، خاصةً لمن يعانون من اضطرابات النوم مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أو العاملين بنظام المناوبات.”
هل الميلاتونين يسبب الأحلام السيئة؟
تشير الدراسات إلى وجود آليتين محتملتين تفسران العلاقة بين الميلاتونين وزيادة الأحلام أو الكوابيس:
-زيادة مدة نوم حركة العين السريعة (REM)
نظرًا لأن معظم الأحلام تحدث خلال هذه المرحلة، فإن إطالة مدتها قد يؤدي إلى تكرار الأحلام أو زيادتها في الوضوح والكثافة، مما يزيد من احتمالية رؤية كوابيس.
-تأثير الميلاتونين على الفازوتوسين
الفازوتوسين هو بروتين يؤثر على تنظيم نوم حركة العين السريعة، وقد ارتبطت مستوياته المرتفعة بزيادة الأحلام الواضحة والمكثفة.
كيف يمكن تقليل تأثير الميلاتونين على الأحلام؟
لتجنب التأثير السلبي للميلاتونين على الأحلام، توصي فايس بالالتزام بالجرعات الموصى بها، والتي تتراوح بين 0.5 و5 ملغ يوميًا للبالغين. كما تنصح بعدم استخدامه لأكثر من شهر أو شهرين، إذ لا يُعد حلًا طويل الأمد لمشاكل النوم.
حالات يجب فيها تجنب مكملات الميلاتونين
ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول الميلاتونين في الحالات التالية:
– الحمل أو الرضاعة.
– الإصابة باضطرابات النزيف أو النوبات.
– استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
– تناول أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
يُعد الميلاتونين أداة فعالة لتحسين جودة النوم، لكنه قد يؤدي إلى زيادة الأحلام أو الكوابيس لدى بعض الأشخاص. إذا لاحظت تغيرات ملحوظة في نمط أحلامك بعد تناوله، فقد يكون من المفيد ضبط الجرعة أو البحث عن بدائل أخرى لتعزيز النوم بشكل طبيعي.