متابعة: نازك عيسى
حذر باحثون من أن مرضى السكري من النوع الأول الذين يفقدون الوزن ثم يستعيدونه بشكل متكرر وهي ظاهرة تُعرف باسم “حمية اليويو” معرضون لانخفاض وظائف الكلى بنسبة تصل إلى 40%.
وقالت الدكتورة ماريون كاموين، من مركز مستشفى جامعة بوردو في فرنسا: “أظهرنا أن التقلبات الكبيرة في وزن الجسم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمضاعفات مرض الكلى السكري لدى المصابين بالسكري من النوع الأول، بغض النظر عن عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بأمراض الكلى.”
إن التغيرات المتكررة في وزن الجسم تضع ضغطًا إضافيًا على القلب والكلى، مما قد يؤدي إلى إضعاف قدرة الكلى على تصفية السموم من الدم.
كان يُنظر إلى السكري من النوع الأول تقليديًا على أنه مرض يصيب الأشخاص النحيفين، ولكن الباحثين لاحظوا أن السمنة أصبحت أكثر شيوعًا بين هذه الفئة، كما هو الحال لدى عموم السكان.
وفي إطار الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات وزن الجسم لأكثر من 1400 مريض بمرض السكري من النوع الأول على مدار ست سنوات، وقارنوا تأثيرات تقلبات الوزن على ستة مؤشرات رئيسية لوظائف الكلى.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين خضعوا لتقلبات متكررة في الوزن كانوا أكثر عرضة لانخفاض وظائف الكلى، كما زادت لديهم مستويات بروتين الألبومين في البول، وهو مؤشر على ضعف أداء الكلى.
فرضيات تفسير العلاقة بين الوزن والكلى
لم يتم تحديد السبب الدقيق وراء تأثير فقدان الوزن المتكرر على صحة الكلى، لكن الباحثين قدموا فرضيتين:
-دور الأنسولين: قد يكون استخدام الأنسولين العلاج الأساسي لمرضى السكري من النوع الأول عاملاً في حدوث تقلبات الوزن، مما يساهم في هذه الدورة من فقدان الوزن واستعادته.
-تأثير الضغط القلبي والوعائي: يرى بعض الباحثين أن فقدان الوزن المتكرر قد يؤدي إلى ضغط على القلب، مما قد يسهم في تلف الأوعية الدموية والكلى.
تشير هذه النتائج إلى أهمية الحفاظ على استقرار الوزن لدى مرضى السكري من النوع الأول، حيث قد يكون لفقدان الوزن المتكرر واستعادته تأثير سلبي على وظائف الكلى، ما يستدعي اتباع استراتيجيات غذائية متوازنة ومستدامة بدلاً من الحميات القاسية المتقلبة.