تُظهر جولة قصيرة في شوارع مدينة مكناس أن هذه ليست مجرد أحياء عادية، بل هي متحف مفتوح يضم روائع العمارة التاريخية والتصاميم الرائعة التي تزين الأسوار والمساجد والأبواب، مما يعكس عظمة الحضارة المغربية وتاريخها العريق.
تأسست مدينة مكناس، وفقًا لمصادر تاريخية، في عام 711 ميلادي على يد قبيلة أمازيغية تُدعى “مكناسة”، التي كانت تهدف إلى إنشاء قاعدة عسكرية لحماية المنطقة من هجمات الأعداء. ومع مرور الوقت، تطورت هذه البقعة لتصبح نواة مدينة سكنية خلال فترة دولة “المرابطين” في القرن الحادي عشر.
ومن المثير للاهتمام أن مكناس أصبحت عاصمة المغرب في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وتحديدًا في عهد السلطان “مولاي إسماعيل”، الذي كان له الفضل في تطوير المدينة من خلال بناء العديد من المنشآت على الطراز الإسباني، وبالأخص الأندلسي.
وعلى الرغم من غنى المدينة بالإرث التاريخي، إلا أنها شهدت أيضًا فترة من الحداثة خلال الاحتلال الفرنسي الذي بدأ في عام 1912، حيث قام الفرنسيون بتوسيع المدينة وإضافة مبانٍ جديدة.