يشهد مجال علاج السرطان تطورات متسارعة، وتقنية “فلاش” (FLASH) هي أحدث هذه الاكتشافات الواعدة. فما هي هذه التقنية؟ وما الذي يجعلها مختلفة عن العلاج الإشعاعي التقليدي؟
“فلاش”: العلاج الإشعاعي الخاطف
“فلاش” هو أسلوب جديد للعلاج الإشعاعي يعتمد على توصيل جرعات عالية جدًا من الإشعاع في فترة زمنية قصيرة جدًا، تقل عن ثانية واحدة. وقد أظهرت التجارب الأولية نتائج مبهرة في تدمير الأورام مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة بها، مما يقلل بشكل كبير من الآثار الجانبية التي يعاني منها مرضى السرطان عند الخضوع للعلاج الإشعاعي التقليدي.
مزايا تقنية “فلاش”
فعالية عالية: أظهرت التجارب قدرة “فلاش” على تدمير الأورام بفعالية تفوق العلاج الإشعاعي التقليدي في بعض الحالات.
آثار جانبية أقل: نظرًا للتعرض القصير للإشعاع، فإن الأنسجة السليمة المحيطة بالورم تتضرر بشكل أقل، مما يقلل من الآثار الجانبية الشائعة مثل الغثيان والتعب وتساقط الشعر.
سرعة العلاج: يستغرق العلاج بـ “فلاش” ثوانٍ معدودة، مما يجعله أكثر ملاءمة للمرضى.
علاج الأورام المعقدة: يأمل العلماء أن تساهم هذه التقنية في علاج الأورام التي يصعب الوصول إليها أو تلك المنتشرة في أعضاء بعيدة.
تجارب “فلاش”
يجري العلماء حاليًا تجارب مكثفة على تقنية “فلاش” في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك تجارب في المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات (سيرن) في جنيف بسويسرا. وقد أظهرت النتائج الأولية لهذه التجارب نتائج واعدة للغاية، حيث تمكن العلماء من تدمير الأورام في القوارض مع الحفاظ على الأنسجة السليمة.
المستقبل الواعد لـ “فلاش”
لا يزال العلاج الإشعاعي بتقنية “فلاش” في مراحله الأولى، ولكن النتائج المبكرة مشجعة للغاية. ومع استمرار الأبحاث والتجارب، يأمل العلماء أن تصبح هذه التقنية ثورة في علاج السرطان، تقدم أملًا جديدًا للمرضى الذين يواجهون هذا المرض الصعب.
