سلطت صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، الضوء على قوة العلاقات بين الإمارات والسعودية وتحالفهما لدعم الشرعية في اليمن ضرورة استراتيجية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى البيان المشترك لوزارتي خارجية الدولتين والذي يعكس رفضهما واستنكارهما للاتهامات وحملات التشويه، التي تستهدف دولة الإمارات على خلفية أحداث عدن.
من جهتها وتحت عنوان “جناحا الاستقرار”، كتبت صحيفة “الخليج”: “من جديد تؤكد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عمق التحالف الاستراتيجي الذي يجمعهما، ليس اليوم فقط، بل منذ عقود طويلة، حيث تتصدى الدولتان لمشروع النفوذ الإيراني في اليمن وتحاربان الإرهاب، فالذي يجمعهما أكثر مما يتوهمه البعض، وقد أثبتت الأحداث أنه تحالف كان، ولا يزال، وسيظل صمام أمان لاستقرار المنطقة وازدهارها”.
وقالت: “إن البيان المشترك الذي صدر أمس عن وزارتي خارجية الدولتين الشقيقتين، أعاد تأكيد المؤكد، حيث فوّت الفرصة على المتربصين، الذين كانوا يسعون لإيجاد خلاف بينهما، وإن كان لا وجود له، وقطع الطريق على خطط استهداف التحالف، عندما استنكر البيان حملة التشويه المنظمة ضد دولة الإمارات، الصادرة من مطابخ جماعة الإخوان المسلمين، التي رهنت قرارها في أيدي قوى خارجية، خاصة في الدوحة وإسطنبول”.
وأكدت الصحيفة أن المملكة تدرك ضخامة التضحيات التي قدمتها، ولا تزال تقدمها الإمارات، منذ نشوء التحالف العربي لنجدة اليمن، الذي جاء بدافعٍ من الروابط الأخوية الصادقة وصلة الجوار والحفاظ على أمن المنطقة ورخاء شعوبها ومصيرها المشترك، فهما جناحا استقرار المنطقة وازدهارها، مشيرةً إلى أن تصريحات نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان لم تخرج عن المواقف الرسمية للمملكة تجاه الإمارات، عندما أشار إلى أن العلاقات بين البلدين تمثل ” حجر الزاوية لأمن واستقرار المنطقة ورخائها، أمام مشاريع التطرف، والفوضى، والفتنة، والتقسيم”.
وذكرت أن الأمير خالد بن سلمان قدم رؤية طالما كانت محل اتفاق وتوافق إماراتي سعودي، ترتكز على أن الحوار الداخلي، وليس الاقتتال، هو السبيل الوحيد لحل الاختلافات بين اليمنيين، الذين توحدوا على مواجهة خطر المشروع الإيراني في بلادهم. وأضافت أن البيان المشترك السعودي الإماراتي وضع حداً لمن كان يرغب في زرع الشقاق بشأن رؤية البلدين للوضع القائم في اليمن، عندما أكد ضرورة التعاون مع اللجنة التي شكلها التحالف لفض الاشتباك، الذي نشأ خلال الأسابيع القليلة الماضية بين بعض الأطراف في اليمن، انطلاقاً من القاعدة التي نشأ عليها التحالف، المتمثلة في إنقاذ الشعب اليمني من انقلاب الميليشيات، المدعومة من إيران.
وخلصت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إلى أن البلدين وضعا مجدداً النقاط على الحروف، وفوّتا الفرصة على الراغبين في خلط الأوراق في المنطقة، وأكدا أنهما يقودان تحالفاً يتعزز كل يوم ويزداد رسوخاً وثباتاً.
من ناحيتها وتحت عنوان “الإمارات والسعودية مع اليمن دائماً”، قالت صحيفة “الوطن”: “أكدت كل من الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة، موقفهما الثابت والمتطابق في دعم اليمن الشقيق وشعبه، ولن يقلل من هذا أي أمر آخر، لأن التدخل التاريخي المشرف للتحالف كان في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل، وإنقاذ اليمن إنقاذ للأمة ومنع الأدوات من تحقيق أحد أخطر المخططات التي حاولت سلخ اليمن، أما ما عدا ذلك فيبقى قضية داخلية يمنية تلقى محاولات حلها بالحوار والتفاهم كل الدعم من الدولة والأشقاء في السعودية، لأن ما يجري وبعض الأصوات النشاز معروفة للجميع، ومآرب جماعة ” الإخوان ” الإرهابية بالمثل ولن يسمح لها أحد بأن تستغل الأوضاع والأزمات لتحاول السيطرة والاستئثار أو تحقيق أهدافها الهدامة مهما حاولت أو عملت”.
ولفتت إلى أن الأصوات النشاز ونعيق الغربان الذي حاول البعض عبر تسخير وجوه لا تعدو عن كونها ظواهر صوتية، أو الفيروسات والذباب الإلكتروني، فستبقى بعيدة عن تحقيق أوهامها، فالعلاقات الإماراتية السعودية تنطلق من وحدة المسار والمصير، والإدراك العميق لحجم التحديات وامتلاك العزيمة للتعامل معها بالشكل الأمثل، فضلاً عن أن ما يشكله الترابط الأخوي الإماراتي – السعودي من حصن منيع لدول المنطقة وهو أكبر بكثير من أن يؤثر عليه أحد، فالسياسة المشتركة تتسم بالوضوح والاعتدال والشفافية وتطابق المواقف تجاه كل القضايا الإقليمية والدولية، وفي اليمن الشقيق بالذات، فإن التحالف كان إنقاذاً لليمن وشعبه وتجنيبه ويلات السلخ والوقوع رهينة المليشيات والإرهاب حيث تم سحق الفتنة والتعامل معها كما يجب، وكان هذا هو الهدف الوحيد والأسمى الذي تحقق بفضل الوقفة التاريخية للبلدين الشقيقين حيث تم تقديم كل ما يلزم لإنجازه.
وأشارت إلى أن أحداث الجنوب الأخيرة، تعتبر أزمات داخلية في اليمن، لكن البعض حاول استغلالها لتسويق أفكاره غير الموجودة في الواقع، إذ يحاول بعد أن أفلس وفشل، التعويض عبر بث الشائعات وترديد الأكاذيب وكيل الاتهامات دون أي وجه حق. وقالت في الختام: “إن الدعوات الثابتة الإماراتية السعودية كانت عبر دعم الحوار بين الفرقاء للتعامل معها بلغة المنطق والحكمة وهي دعوة ثابتة لوضع حد لما جرى والتركيز على استكمال تحقيق الهدف الأساسي المتمثل بتحرير اليمن من المليشيات والقتلة والمأجورين وأدوات إيران والتنظيمات الإرهابية على اختلافها بما فيها جماعة ” الإخوان “، وهو موقف مؤكد بينه البيان المشترك الإماراتي – السعودي، في مناسبة جديدة تم التأكيد فيها على أهمية وضرورة سلامة اليمن وشعبه وعدم انشغاله بأي شيء عن تحقيق أهدافه الوطنية الأساسية”.
من جانبها وتحت عنوان “ضبط البوصلة”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إنه آن الأوان لمعالجة ما حدث من أحداث مؤسفة في عدن وأبين وشبوة من خلال الحوار الهادئ والمفتوح بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية ” تحالف دعم الشرعية “، لإعادة ضبط البوصلة باتجاه الهدف الأساسي المتمثل بإنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي والمشروع الإيراني للهيمنة على اليمن”.
وأشارت إلى أن حملة التشويه التي استهدفت الدولة على خلفية هذه الأحداث، تلقت صفعة كبرى من قيادة “التحالف” السعودية التي شددت والإمارات على التعاون مع اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها لفض الاشتباك وتسريع الحوار، انطلاقاً من الحرص على الدولة اليمنية ومصالح الشعب وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه والتصدي للانقلابيين والتنظيمات الإرهابية الأخرى. وأضافت موقف واحد يجسد رسوخ العلاقات بين الإمارات والمملكة، والالتزام المشترك بتوحيد الصف في مواجهة مؤامرات الفوضى الإيرانية – الإخوانية المدعومة بمرتزقة “القاعدة” و”داعش”.
وشددت على أن الحل دائماً بالحوار، وليس الاقتتال، لتجاوز أي خلافات يمنية داخلية. فالعدو المتمثل بالمشروع الإيراني لم يتغير، وإنما شرع مؤخراً في استغلال الأحداث لصالحه من خلال ” الغزل الحوثي” مع منافقي حزب ” الإصلاح الإخواني ” الذي لا بد من خروجه من الصورة وإعادتها بيضاء من دون نقاط سوداء.
واختتمت صحيفة “الاتحاد” افتتاحيتها بالقول: “إن الانتقالي كان أول المرحبين بدعوة السعودية والإمارات لوقف النار والدخول في حوار والالتزام بالشراكة مع “التحالف” في محاربة المشروع الإيراني، والحكومة اليمنية وجهت أيضاً بالتهدئة. وهذا يعني فوز الحكمة والمصلحة الوطنية، وهزيمة المتربصين من أعداء اليمن الذين يعرفون أنفسهم”.