متابعة- بتول ضوا
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث نستخدمها للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، ومتابعة الأخبار، والترفيه. ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط لهذه المنصات يُمكن أن يُؤثّر سلبًا على صحتنا النفسية والعقلية. يُسلّط هذا المقال الضوء على الكيفية التي تُنهكنا بها وسائل التواصل الاجتماعي، ويُقدّم نصائح للحد من هذه التأثيرات.
التواصل الاجتماعي: سيف ذو حدين:
تُقدّم وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفوائد، مثل تسهيل التواصل بين الناس من مختلف أنحاء العالم، وتوفير مصادر معلومات متنوعة، وإتاحة فرص التعبير عن الذات. ومع ذلك، فإن لها أيضًا جوانب سلبية تُؤثّر على صحتنا النفسية.
التأثيرات النفسية السلبية لمنصات التواصل الاجتماعي:
الاكتئاب والقلق: يُمكن أن يُؤدّي قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة الشعور بالاكتئاب والقلق، خاصةً عند مقارنة أنفسنا بصور مثالية لحياة الآخرين.
تدني تقدير الذات: يُمكن أن يُؤدّي التعرض المستمر للصور المُنمّقة والمُعدّلة للأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشعور بعدم الرضا عن الذات وتدني تقديرها.
المقارنة الاجتماعية: تُشجّع وسائل التواصل الاجتماعي على المقارنة المستمرة بين الأشخاص، ممّا يُؤدّي إلى الشعور بالحسد والنقص.
التنمر الإلكتروني: يُعدّ التنمر الإلكتروني من المشاكل الخطيرة التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويُمكن أن يُسبّب أضرارًا نفسية جسيمة للضحايا.
العزلة الاجتماعية: على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي تُفترض أنها تُقرّب الناس، إلا أنها يُمكن أن تُؤدّي إلى العزلة الاجتماعية الحقيقية، حيث يقضي الأشخاص وقتًا أطول في التفاعل مع الشاشات بدلاً من التفاعل مع الأشخاص في الواقع.
إضاعة الوقت: يُمكن أن يُؤدّي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي إلى إضاعة الوقت وتأخير إنجاز المهام الهامة.
اضطرابات النوم: يُمكن أن يُؤثّر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم على جودة النوم، ممّا يُؤدّي إلى مشاكل صحية أخرى.
مقارنة الحياة الافتراضية بالواقع: وهم الكمال:
غالبًا ما يُقدّم الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مُنمّقة ومثالية عن حياتهم، ممّا يُخلق وهمًا بالكمال. يُؤدّي هذا إلى مقارنة غير واقعية بين حياة المستخدمين وحياة الآخرين، ممّا يُسبّب الشعور بالإحباط وعدم الرضا.
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي: أعراضه وعلاجه:
يُمكن أن يُصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إدمانًا يُؤثّر على حياة الشخص بشكل سلبي. تشمل أعراض إدمان وسائل التواصل الاجتماعي: قضاء وقت طويل جدًا على هذه المنصات، إهمال المسؤوليات، الشعور بالقلق أو الانزعاج عند عدم القدرة على استخدامها، التفكير المستمر بها. يتطلب علاج إدمان وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الحالات مساعدة مُتخصّص.
نصائح للحد من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي:
- تحديد وقت مُحدّد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي: يُساعد وضع جدول زمني على التحكم في الوقت المُستغرق على هذه المنصات.
- مُتابعة محتوى إيجابي: التركيز على مُتابعة الحسابات التي تُقدّم محتوى مُفيدًا ومُلهمًا.
- الحد من المقارنة الاجتماعية: تذكّر أن ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة انعكاسًا واقعيًا لحياة الآخرين.
- قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء في الواقع: يُساعد التفاعل الاجتماعي الحقيقي على تحسين الصحة النفسية.
- ممارسة الأنشطة التي تُساعد على الاسترخاء: مثل اليوجا والتأمل والقراءة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يُساعد النوم الجيد على تحسين المزاج والصحة النفسية.
- طلب المساعدة المُتخصّصة عند الحاجة: إذا كنت تُعاني من مشاكل نفسية ناتجة عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تتردد في طلب المساعدة من مُتخصّص نفسي.