متابعة: نازك عيسى
ادعى العديد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وكتّاب التنمية الذاتية أن بناء عادات جديدة يتطلب 21 يومًا فقط، لكن هل هذا صحيح؟. دراسة حديثة أظهرت أن تكوين عادات صحية جديدة يستغرق في الواقع بين 59 إلى 66 يومًا.
للإجابة على هذا التساؤل، قام باحثون من جامعة ساوث أستراليا بمراجعة 20 دراسة شملت أكثر من 2600 شخص كانوا يحاولون تبني عادات صحية جديدة. توصل الباحثون إلى أن تكوين العادات الصحية يحتاج إلى وقت أطول مما كان يُعتقد، حيث يتراوح الوقت المطلوب بين 59 و66 يومًا في المتوسط، بدلاً من 21 يومًا كما هو شائع. وفي الواقع، قد يحتاج بعض الأفراد إلى فترة تتراوح بين 4 أيام و335 يومًا حتى تصبح العادة سلوكا آليًا.
أظهرت الدراسة أيضًا أن العادات الصباحية تميل إلى التكوّن بنجاح أكبر من العادات المسائية. كما أن الأفعال التي يختارها الشخص بنفسه تؤدي إلى تكوين عادات أقوى من تلك التي يحددها الآخرون. كما يسهل تحويل الأفعال البسيطة ذات المحفزات الواضحة إلى عادات مقارنة بالسلوكيات المعقدة.
أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأفراد ومقدمي الرعاية الصحية يجب أن يركزوا على دعم التغيير السلوكي على المدى الطويل، بدلاً من الترويج للتحديات قصيرة الأجل أو الحلول السريعة. فعلى عكس الاعتقاد السائد، لا يعتمد تكوين العادات على جدول زمني ثابت، بل هو عملية تتأثر بعوامل متعددة.
قال الدكتور بن سينغ، الباحث المشارك في الدراسة: “عند محاولة إنشاء عادة صحية جديدة، يتأثر النجاح بعدد من العوامل، مثل مدى تكرار النشاط، توقيته، وما إذا كان الشخص يستمتع به”. وأضاف أن إضافة ممارسة جديدة إلى روتينك الصباحي يزيد من احتمالية النجاح، كما أن الاستمتاع بالنشاط يسهم في الالتزام به بشكل أكبر.
بدلاً من التوقعات السريعة، يقترح سينغ تبني نهج طويل الأمد يعتمد على الاتساق والانتظام. وأوضح أن الدراسة أظهرت أن تكوين العادة يبدأ في المتوسط بعد حوالي شهرين، لكن هناك تباينًا كبيرًا في هذه الفترة حيث تتراوح من 4 أيام إلى ما يقرب من عام.
تظهر هذه النتائج صورة أكثر دقة حول كيفية تكوين العادات ولماذا تستغرق هذه العملية وقتًا أطول مما كان يُعتقد سابقًا.