متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة سريرية حديثة نُشرت في مجلة Nutrients أن شرب عصير البلسان يوميًا قد يساهم في تحسين التمثيل الغذائي وإدارة الوزن، وذلك من خلال تعديل بكتيريا الأمعاء بشكل إيجابي.
نتائج واعدة لتحسين صحة الأمعاء
ركزت الدراسة على تأثير عصير البلسان، وهو مستخلص طبيعي من التوت الأرجواني الداكن الذي ينمو على أشجار البلسان الشائعة في أوروبا. وعلى الرغم من استخدامه التقليدي في الطب الشعبي لتعزيز جهاز المناعة، تسلط هذه الدراسة الضوء على فوائده المحتملة للصحة الأيضية.
شارك في التجربة 18 شخصًا يعانون من زيادة الوزن، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تناولت عصير البلسان يوميًا لمدة أسبوع، بينما حصلت الثانية على دواء وهمي مشابه في المذاق واللون.
وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت عصير البلسان شهدت:
زيادة ملحوظة في مستويات البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مثل الفيرميكوتس والبكتيريا الشعاعية.
انخفاضًا في البكتيريا الضارة، بما في ذلك البكتيريا العصوية.
تحسين التمثيل الغذائي ومعالجة السكريات
أشارت الدراسة إلى تحسن كبير في قدرة الجسم على معالجة السكريات وأكسدة الدهون. أبرز النتائج تضمنت:
انخفاض مستويات الغلوكوز في الدم بنسبة 24%، ما يعكس تحسينًا في استجابة الجسم لتناول الكربوهيدرات.
انخفاض مستويات الأنسولين بنسبة 9%، مما يُظهر دور العصير في تعزيز حساسية الأنسولين.
زيادة في أكسدة الدهون، ما يعزز قدرة الجسم على تفكيك الأحماض الدهنية، خاصة بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات أو أثناء التمارين.
يُعتقد أن هذه الفوائد تعود إلى التركيز العالي لمركبات الأنثوسيانين في عصير البلسان، وهي مركبات نشطة بيولوجيًا معروفة بخصائصها المضادة للالتهابات، والمضادة للسكري، والمضادة للميكروبات.
تعزيز الأدلة العلمية حول البلسان
علق الدكتور باتريك سولفيرسون، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، قائلًا:
“تُظهر هذه الدراسة أن البلسان، الذي استُخدم في الطب الشعبي لعدة قرون، يحمل فوائد متعددة للصحة الأيضية والحيوية، مما يعزز قيمته كمكون غذائي مفيد”.
خطط مستقبلية لمزيد من الأبحاث
يسعى الباحثون إلى توسيع نطاق هذه الدراسة من خلال إجراء تجارب أوسع وأطول زمنًا، تهدف إلى استكشاف تأثير عصير البلسان على مختلف الفئات العمرية والجنسين، لفهم أعمق لفوائده الصحية.
تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تسليط الضوء على قدرة الأغذية الطبيعية، مثل عصير البلسان، على تحسين الصحة العامة ودعم الجهود المبذولة لإدارة الوزن وتعزيز صحة الأمعاء.