في اكتشاف علمي هام، توصل فريق من الباحثين إلى رابط قوي بين العدوى الفيروسية وظهور أمراض المناعة الذاتية. وقد ركزت الدراسة على دور فيروس التهاب الكبد الوبائي C في إثارة مرض التهاب الأوعية الدموية البردي، وهو أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تصيب الأوعية الدموية.
كيف تسبب الفيروسات أمراض المناعة الذاتية؟
لطالما اعتقد العلماء أن العدوى الفيروسية تلعب دورًا في نشوء بعض أمراض المناعة الذاتية، ولكن الآلية الدقيقة لهذا الارتباط كانت غير واضحة. وقد أظهرت الدراسة الجديدة أن الفيروسات يمكن أن تؤدي إلى سلسلة من التغيرات الجينية في الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم السليمة بدلاً من مكافحة العدوى.
الآلية التي تكمن وراء ذلك:
الطفرات الجينية: اكتشف الباحثون أن الفيروسات يمكن أن تسبب ثلاث طفرات جينية في الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة ذاتية تهاجم الأوعية الدموية.
التحفيز المستمر: وجود الفيروس في الجسم بشكل مزمن يوفر تحفيزًا مستمرًا للخلايا المناعية، مما يزيد من فرص حدوث هذه الطفرات.
تكاثر الخلايا الضارة: تؤدي هذه الطفرات إلى تكاثر الخلايا المناعية التي تنتج الأجسام المضادة الضارة، مما يؤدي إلى تفاقم المرض.
أهمية هذا الاكتشاف:
يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لعلاج أمراض المناعة الذاتية. فبفهم الآلية التي تؤدي إلى هذه الأمراض، يمكن للباحثين تطوير علاجات مستهدفة تمنع تكوين الأجسام المضادة الضارة. كما يمكن لهذا الاكتشاف أن يساعد في تطوير طرق جديدة للوقاية من هذه الأمراض.
هذا وربط هذا الاكتشاف بين العدوى الفيروسية وأمراض المناعة الذاتية يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال البحوث الطبية. فبفضل هذا الاكتشاف، أصبح لدينا فهم أعمق لكيفية نشوء هذه الأمراض المعقدة، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة وفعالة.
