متابعة: نازك عيسى
في عصر يشهد كثرة الأعمال المكتبية والجلوس المطوّل أمام الشاشات، قد لا يكون العديد من الأشخاص مدركين للآثار الصحية السلبية لهذه العادة اليومية البسيطة، التي قد تضر بالجهاز الهضمي بشكل كبير.
إن الجلوس لفترات طويلة لا يقتصر فقط على تعطيل النشاط البدني، بل يمتد تأثيره إلى داخل الجهاز الهضمي، حيث يسبب بطء عملية الهضم، وزيادة الانتفاخ، وتفاقم الغازات، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالإمساك. كما يضغط الجلوس الطويل على المعدة والأمعاء، مما يعوق أداء وظائفهما الطبيعية. هذا الضغط يُبطئ حركة الأمعاء ويؤدي إلى تراكم الغازات بداخلها.
وتعد الوضعيات غير الصحيحة أثناء الجلوس من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على انسيابية الأعضاء الهضمية، حيث تعيق عمل الحجاب الحاجز وتقلل من فعاليته في دعم عملية الهضم.
تأثير الجلوس المستمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهي الكائنات الدقيقة التي تساهم بشكل رئيسي في تحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية. اضطراب هذا التوازن يمكن أن يؤدي إلى بطء مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي، مما يجعل التخلص من الفضلات أكثر صعوبة مع مرور الوقت، خاصة في ظل قلة النشاط الجسدي.
يتجاوز تأثير الجلوس الطويل الجهاز الهضمي ليشمل تأثيراً ممتداً على الجهاز المناعي، وتنظيم الهرمونات، وصحة القلب، والوظائف الدماغية. فالأمعاء ليست مجرد عضو هضمي، بل هي بمثابة مركز رئيسي لإنتاج الناقلات العصبية التي تؤثر على المزاج والصحة النفسية، بالإضافة إلى دورها في تقليل الالتهابات وتنظيم الوزن.
أشار التقرير إلى أن تحسين الصحة يمكن أن يبدأ من خلال خطوات بسيطة لكنها فعّالة، مثل تحسين وضعية الجلوس، ممارسة الحركة بشكل منتظم، اتباع نظام غذائي متوازن، الاهتمام بالنشاط البدني، تقليل التوتر، والإكثار من شرب الماء بانتظام.
