متابعة بتول ضوا
رفض الفنان الأمريكي جاكوب بورمود، من ولاية ميسوري، عرضًا مغريًا بقيمة 3500 دولار لعرض أحد تماثيله المعدنية التجريدية في إحدى ضواحي جنوب فلوريدا، وذلك بسبب شرط مثير للجدل تضمنه العقد، وهو “منع مقاطعة إسرائيل”. تُسلط هذه القضية الضوء على الجدل الدائر حول قوانين مناهضة المقاطعة في الولايات المتحدة وتأثيرها على حرية التعبير وحقوق الفنانين.
تفاصيل القضية:
اكتشف بورمود، الذي وصف نفسه بفنان يواجه صعوبات مالية، أن العقد الذي قدمته مدينة صن رايز في فلوريدا يتضمن بندًا يمنعه من “مقاطعة إسرائيل”. ورأى بورمود أن التوقيع على هذا العقد يُعدّ “تطبيعًا لهذه اللغة في العقود وتطبيعًا لما يحدث حاليًا في غزة”، ما دفعه إلى رفض العرض رغم حاجته المادية.
قوانين مناهضة المقاطعة في الولايات المتحدة:
تُعدّ فلوريدا من بين أكثر من 30 ولاية في الولايات المتحدة تُطبّق قوانين تمنع الحكومات من التعاقد مع الشركات التي تُقاطع إسرائيل. ويهدف هذا التشريع إلى مُحاربة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وهي حركة عالمية تدعو إلى مُقاطعة إسرائيل اقتصاديًا وأكاديميًا وثقافيًا للضغط عليها لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
موقف الفنان ودعم حركة المقاطعة:
يدافع مؤيدو حركة المقاطعة عن حملتهم باعتبارها وسيلة غير عنيفة لمُقاومة ما يرونه سياسات إسرائيلية غير عادلة تجاه الفلسطينيين، مُشبهين هذه الاستراتيجية بحركة مُناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وطلب بورمود من مدينة صن رايز إزالة البند المُناهض للمقاطعة من العقد، لكن مسؤولي المدينة أبلغوه بأنه مطلوب بموجب القانون المحلي.
ردود الفعل وتأثير القضية:
أكد المتحدث باسم مدينة صن رايز أن المدينة “تحترم قرار الفنان بعدم المُشاركة في برنامجها الفني”. وقد أثارت هذه القضية نقاشًا واسعًا حول حرية التعبير وحقوق الفنانين في مُعارضة السياسات الحكومية. ويرى البعض أن قوانين مُناهضة المقاطعة تُقيّد حرية التعبير وتتدخل في الحقوق الفردية، بينما يرى آخرون أنها ضرورية لمُكافحة معاداة السامية ودعم إسرائيل.