تنوعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ قوة ومتانة العلاقات الإماراتية السعودية وتأسيسهما للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة، والمشهد السوداني ونجاح هذا البلد في التحول للحكم المدني، والدور التخريبي الذي تلعبه جماعة الإخوان الإرهابية ومؤامرتها للهيمنة على اليمن.
فتحت عنوان “النقاط فوق الحروف مجدداً”، أكدت صحيفة “الخليج” أن العلاقات الإماراتية السعودية قوية، وراسخة الجذور، ومتعددة الأبعاد، وعصيّة على أن يفهمها الطارئون على المنطقة، وأبيّة على الصغار الذين احترفوا الصيد في الماء العكر، وأدمنوا إطلاق الأكاذيب، والشائعات، وتصديقها، مشيرةً إلى أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تستمد جذورها من مَدَد لا ينقطع من الدين، واللغة، والتاريخ، والجغرافيا المشتركة، وصِلات الرحم، ووحدة الهدف، والصف، والمصير.
وذكرت أن العلاقات الإماراتية السعودية تتميز بخصوصيتها، فالبَلدان بتوجهاتهما السياسية المعتدلة، ونزعتهما الإنسانية، يتشاركان الكثير، وقد كان من الطبيعي أن يتفق البلدان الشقيقان على جملة أهداف، وأن تتطابق رؤاهما حيال العديد من القضايا، والتحديات. والبلدان يحتلان مكانة دولية مرموقة، وهما ليسا من الجالسين على مقاعد المتفرجين، أو أرصفة الثرثارين، بل بحسّهما الصادق بالمسؤولية الملقاة على عاتقهما يعتبران فاعلين، ومؤثرين إقليمياً، ودولياً.
وقالت إنه على ذلك، شاركت دولة الإمارات في تأسيس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، بقناعة تامة بدور المملكة المحوري، والقيادي. فالتحالف السعودي الإماراتي ضرورة استراتيجية في ظل التحديات المحيطة، والمخاطر المحدقة بالمنطقة، وهذا التحالف الداعم للشرعية في اليمن مثال واضح على تكاتف البلدين الشقيقين من أجل درء التمدد الإيراني في المنطقة، ومكافحة الإرهاب الذي تمثله الحركات والتنظيمات المتطرفة، مثل “القاعدة”، و”داعش”، ومساعدة الشعب اليمني إنسانياً، واقتصادياً، وتنموياً، على مواجهة الظروف الصعبة التي فرضها الانقلاب الحوثي الموالي لإيران على الشرعية اليمنية.
وأضافت أن هذه كلها حقائق، وواقع يضع النقاط على الحروف، وهو ما يجب أن يدركه ويفهمه الجميع، وهو ما عبّر عنه مجدداً وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس، عندما قال “إن الإمارات شاركت في “عاصفة الحزم” وضمن التحالف العربي، استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين، واستمرارها في أداء هذا الدور مرتبط بهذه الدعوة التي تجسد العلاقات الاستراتيجية، بين الدولتين الشقيقتين، ومن هذا المنطلق فقط، فإن السعودية هي صاحبة الحق في تقرير استمرار الإمارات في أداء هذا الدور ضمن التحالف العربي، من عدمه”.
وشددت “الخليج” في ختام افتتاحيتها على أن ارتباط الإمارات بالسعودية وجودي، وأكثر شمولاً، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة، ارتباط تأسس على قناعة راسخة بدور الرياض المحوري، والقيادي في الخليج والمنطقة، ولن ينجح أصحاب المصالح والأجندات الخاصة في فك ارتباط الوحدة، والمصير.. متسائلة .. هل وصلت الرسالة؟.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “الإمارات سند للإنجاز السوداني”، قالت صحيفة “البيان”: “إن السودان خطا خطوة كبيرة في التحول تجاه الحكم المدني بأداء رئيس وأعضاء المجلس السيادي اليمين الدستورية، والذي سيحكم البلاد خلال مرحلة انتقالية مدتها 39 شهراً”. وأضافت أنه بعد هذا المشوار الصعب الذي امتلأ بالعقبات والمعوقات الشديدة، وبعد هذا الإنجاز الكبير والتاريخي الذي حققه السودان يحق للشعب السوداني أن يحتفل بالخروج من هذه الحقبة السوداء من تاريخه، ليستعد لبناء وطنه من جديد على أسس سليمة، تحقق مصالح الشعب والوطن.
لافتة إلى أن هذا الانتصار السياسي الكبير الذي حققه السودان قد حظي بدعم كبير من الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم دولة الإمارات، التي دعمت هذه المسيرة وهذا العبور التاريخي منذ بدايته. وتابعت أنه كما تقف الإمارات مع السودان الشقيق في مسعاه نحو تأسيس نظام سياسي قادر على النهوض والسير نحو مستقبل مزدهر، تجدد تأكيدها العمل مع الأشقاء والأصدقاء من أجل سودان مزدهر ومستقر، وأن هناك الكثير من المطلوب القيام به بعد عقود الظلام الطويلة التي عاشها السودان الشقيق.
وذكرت أن الإمارات قد شاركت في مراسم التوقيع على وثائق الفترة الانتقالية لتؤكد ثبات موقفها الداعم للسودان وشعبه في كل ما يحقق أمنه واستقراره، ولتعرب عن تطلعها إلى أن تشكل هذه الخطوة الإيجابية والمهمة بداية لمرحلة جديدة تضمن مشاركة كل الأطياف الشعبية الوطنية فيها، وبما ينعكس على رسوخ النظام السياسي واستقراره. وقالت “البيان” في الختام: “إنه لطالما كانت الإمارات مع الشعب السوداني الشقيق وستواصل هذه المسيرة الخيرة، استناداً إلى سياستها الثابتة في الوقوف مع الشعوب الشقيقة والصديقة ودعمها في مواجهة التحديات”.
من جهة أخرى وتحت عنوان “العدو واحد”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “يوماً بعد آخر، تتكشف أبعاد مؤامرة ” الإخوان ” للهيمنة على اليمن، وإنقاذ ميليشيات الحوثي الانقلابية التي طالما كانت حليفاً لحزب الإصلاح المشبوه”.
وأشارت إلى أنه في خضم مشهد أحداث عدن وأبين ولحج التي تم تصويرها على أنها خلاف بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة، شرع ” الإخوان ” كعادتهم في استغلال الأوضاع، فعمدوا إلى تحريك قواتهم داخل الجيش لاقتناص فرصة السيطرة على هذه المناطق، ناهيك عن فتح الطريق أمام “الحوثيين” لتحسين مواقعهم و”الإصلاح” الموجود في الحكومة، حرك فجأة الآليات الثقيلة التي ظلت مختفية 5 سنوات لمواجهة أبناء شبوة، بينما كان بالإمكان استخدام هذه الآليات لطرد “الحوثيين” في العديد من الجبهات.
وأضافت أن الحزب الإخواني شرع أيضاً في مخطط لتسليم جبهات القتال في تعز للحوثيين الذين دعوا صراحة إلى تحالف مع “الإصلاح”، والعمل في صف واحد!.. لافتة إلى أن ميليشيات الإخوان تسعى إلى إغراق المحافظات المحررة مجدداً بالفوضى لأنها لا تسود إلا بالإرهاب. والطامة الكبرى أن ” الشرعية” لا تريد النظر إلى الحقيقة.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “أنه أمس، بدأت قبائل شبوة انتفاضتها ضد “الإصلاح”، لتحمل مؤشراً على أن القادم خطير جداً، لاسيما أن الشرعية التي يفترض أن تحمي كل اليمن، انحازت للفكر الإخواني المدمر، وانضمت إلى طابور الحاقدين ممن يريدون تفكيك “تحالف دعم الشرعية”.. متسائلة فهل تدرك حكومة هذه الشرعية أن العدو واحد بوجهين إيراني وإخواني؟”.