متابعة بتول ضوا
يُعتبر مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة الشائعة التي تُؤثر على كيفية استخدام الجسم لسكر الدم (الجلوكوز). تلعب العديد من العوامل دورًا في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، مثل الوراثة والنظام الغذائي ومستوى النشاط البدني. لكن الأبحاث الحديثة تُشير إلى أن توقيت تناول الطعام خلال اليوم قد يكون له تأثير كبير أيضًا على صحة التمثيل الغذائي وخطر الإصابة بالسكري. في هذا المقال، سنتناول كيف يُمكن لتنظيم وقت وجباتك أن يُساعدك في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
لماذا يُعتبر توقيت الطعام مهمًا للوقاية من السكري؟
تختلف أجسامنا في قدرتها على هضم وامتصاص الطعام خلال أوقات مختلفة من اليوم. تُشير الأبحاث إلى أن حساسية الأنسولين (قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بفاعلية) تكون في أفضل حالاتها في الصباح، وتنخفض تدريجيًا خلال النهار. لذلك، فإن تناول وجبات كبيرة في وقت متأخر من اليوم قد يُؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل أكبر، مما يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهي حالة تسبق الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
أهمية الإفطار المبكر:
أظهرت العديد من الدراسات أهمية تناول وجبة الإفطار في وقت مبكر من اليوم، وبالتحديد قبل الساعة 8:30 صباحًا أو حتى قبل الساعة 8 صباحًا في بعض الدراسات، للوقاية من السكري. فقد وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار في وقت مبكر لديهم مستويات أقل من السكر في الدم ومقاومة أقل للأنسولين، بغض النظر عن عدد ساعات تناول الطعام خلال اليوم.
تأثير توقيت الوجبات الأخرى:
بالإضافة إلى الإفطار، يُنصح أيضًا بتناول الوجبة الأخيرة قبل الساعة 7 مساءً، وذلك لمنح الجسم وقتًا كافيًا لهضم الطعام قبل النوم. يُساعد ذلك في تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم.
مفهوم “نافذة الأكل” (Eating Window):
يُشير مفهوم “نافذة الأكل” إلى الفترة الزمنية التي يتم فيها تناول الطعام خلال اليوم. بعض الدراسات تُشير إلى أن حصر تناول الطعام في فترة زمنية مُحددة (مثل 10 ساعات) قد يُساعد في تحسين صحة التمثيل الغذائي والوقاية من السكري وأمراض القلب. يُشبه هذا المفهوم مبادئ الصيام المتقطع، لكنه يركز بشكل أكبر على توقيت تناول الطعام بدلاً من عدد السعرات الحرارية.
نصائح عملية لتنظيم وقت وجباتك:
- تناول وجبة الإفطار في غضون ساعة من الاستيقاظ: حاول أن تجعل وجبة الإفطار جزءًا أساسيًا من روتينك الصباحي.
- تناول وجبات منتظمة خلال اليوم: تجنب تخطي الوجبات، وحاول توزيعها على فترات زمنية متقاربة.
- تناول الوجبة الأخيرة قبل الساعة 7 مساءً: حاول أن تُنهي تناول الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل.
- استشر أخصائي تغذية: يُمكن لأخصائي التغذية مساعدتك في وضع خطة غذائية مُناسبة تُراعي احتياجاتك الفردية وتُساعدك في تنظيم وقت وجباتك.