متابعة: نازك عيسى
لطالما كان اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية الخيارين الرئيسيين للعديد من الأشخاص الذين يسعون لإنقاص وزنهم، إلا أن التطورات الحديثة في مجال الأدوية أدت إلى ظهور حقن التخسيس التي تعتمد على هرمونات طبيعية في الأمعاء مثل GLP-1 وGIP، والتي تساعد في التحكم في شهية الطعام.
وقد حققت هذه الأدوية، مثل أوزمبيك وويغوفي، شهرة واسعة ونجاحًا كبيرًا. ومع ذلك، بدأ الباحثون في اكتشاف آثارها الجانبية، إذ تبين أن الوزن المفقود لا يتكون بالكامل من الدهون. فقد أظهرت أبحاث جامعة ليفربول، أن ما يصل إلى ثلث الوزن المفقود يتكون من “كتلة غير دهنية”، والتي تشمل العضلات والعظام.
ويحدث ذلك أيضًا عند اتباع نظام غذائي للتنحيف أو بعد إجراء جراحة إنقاص الوزن.
يعتقد العلماء أن فقدان الوزن يؤدي إلى تسريع تحلل بروتينات العضلات بشكل أكبر من قدرة الجسم على بنائها. كما أن فقدان الوزن يقلل من الضغط على العظام، مما يؤثر على عملية دوران العظام الطبيعية، وهي العملية التي يتم فيها استبدال العظام القديمة بعظام جديدة. وبالتالي، يتم إنتاج كمية أقل من الكتلة العظمية مقارنة بما كان عليه الحال قبل فقدان الوزن.
نظرًا لأن أدوية GLP-1 لا تزال جديدة نسبيًا، فإننا لا نعرف بعد تأثيراتها طويلة المدى على فقدان الوزن باستخدام هذه الأدوية. وبالتالي، لا يمكننا تحديد مقدار الكتلة الخالية من الدهون التي قد يفقدها الشخص أثناء استخدام هذه الأدوية أو السبب وراء حدوث ذلك.
من الصعب أيضًا الجزم ما إذا كان فقدان الكتلة الخالية من الدهون قد يتسبب في مشاكل صحية على المدى الطويل أو إذا كانت فوائده تفوق الأضرار المحتملة.
هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للحفاظ على كتلة العضلات والعظام أثناء استخدام أدوية GLP-1 لفقدان الوزن. تشير الأبحاث إلى أن تناول كمية كافية من البروتين والمواظبة على النشاط البدني يمكن أن يساعد في تقليل فقدان الكتلة الخالية من الدهون.
من أفضل أنواع التمارين التي يمكن ممارستها هي تمارين المقاومة أو الأثقال، حيث تساعد في الحفاظ على كتلة العضلات، ويعمل البروتين على دعم نمو العضلات.
إذا كنت تجد صعوبة في تخصيص وقت لممارسة الرياضة، هناك العديد من الأنشطة البسيطة التي يمكن القيام بها خلال اليوم للمساعدة في الحفاظ على كتلة العضلات أثناء فقدان الوزن. على سبيل المثال، يمكنك استخدام السلالم بدلاً من المصعد، حمل المشتريات في عدد أقل من الرحلات، أو المشي بسرعة أكبر قليلاً. هذه الأنشطة يمكن أن تكون طرقًا فعّالة لإدخال النشاط البدني في روتينك اليومي.