متابعة: نازك عيسى
اكتشف باحثون أستراليون علاجاً واعداً لسرطان الجلد المقاوم للأدوية، من خلال استخدام بروتينات مستخلصة من الرتيلاء البرازيلية وسرطان البحر الياباني. هذه الدراسة تفتح آفاقاً جديدة لعلاج الميلانوما، أحد أنواع سرطان الجلد، وفقاً لما نشرته المجلة العلمية “فارمولوجيكال ريسيرش”، التي سلطت الضوء على أهمية هذه الدراسة.
على الرغم من أن الميلانوما ليس النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الجلد، إلا أن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية تشير إلى أن معدلات الإصابة بالمرض ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ووفقاً لتقارير من منصة علمية أمريكية، يتم تشخيص نحو 100 ألف حالة سنوياً، ويتسبب في وفاة حوالي 7 آلاف شخص في الولايات المتحدة.
أجرى الباحثون في معهد الأبحاث التحويلية في بريسبان دراسة على الببتيدات (البروتينات) المعزولة من سوائل جسم الرتيلاء البرازيلية وسرطان البحر الياباني. ووجدوا أن هذه الببتيدات قادرة على قتل خلايا الميلانوما، حتى تلك التي أصبحت مقاومة للدواء الشائع “دابرافينيب”، الذي يستخدم عادة لعلاج هذا النوع من السرطان.
وفيما تتمتع الببتيدات بخصائص مضادة للبكتيريا، قام الباحثون بتعديلها لتستهدف الخلايا السرطانية بنفس الطريقة، دون التأثير على الخلايا السليمة.
اختار العلماء هذه الببتيدات خصيصاً لأنها تحتوي على خصائص مميزة تجعها فعالة ضد الميكروبات، ويمكن تعديلها للاستفادة منها في التطبيقات الطبية مثل محاربة السرطان. وأكد الباحثون أن هذه الببتيدات قد تكون فعّالة ضد الخلايا السرطانية التي لم تعد تستجيب للعلاج التقليدي، مما يفتح الأمل في إيجاد علاجات جديدة لسرطان الجلد.
في الطبيعة، يحتوي سم العناكب على مجموعة من البروتينات والببتيدات التي تساعدها في الدفاع عن نفسها ضد الحيوانات المفترسة أو لشل حركة فرائسها. أما الببتيدات الموجودة في سرطان البحر، فتستخدمها كدفاع ضد الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات.
وأكدت البروفيسورة سونيا هنريكس من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا (QUT) في بيان صحفي أن “الببتيدات المعدلة لم تقتصر على قتل خلايا الميلانوما سريعة النمو فقط، بل كانت أيضاً فعّالة ضد الخلايا الخاملة والتي أصبحت مقاومة للعلاج”.