متابعة: نازك عيسى
يعد الجلد أكبر عضو في الجسم، ويُظهر البحث وجود علاقة قوية بين الحفاظ على صحته والوقاية من بعض الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل السكري، وأمراض القلب، والخرف.
ولفهم هذه العلاقة، من المهم دراسة بنية الجلد. يتكون الجلد من ثلاث طبقات: الطبقة الخارجية (البشرة) المقاومة للماء والتي تتجدد باستمرار، والأدمة التي تحتوي على ألياف الكولاجين والإيلاستين، والطبقة السفلى التي تتكون من الدهون والنسيج الضام، والتي تحتوي على تجاويف تحمي الجسم من الصدمات.
عند تلف هذه الطبقات، تُحفّز خلايا الجلد على إفراز البروتينات الالتهابية. في البداية، يساعد هذا في تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، مما يعزز عملية الشفاء. لكن إذا استمر الالتهاب لفترات طويلة، فقد يؤدي تراكم هذه المواد الكيميائية، بمساعدة شبكة الأوعية الدموية في الأدمة، إلى الانتشار إلى الأعضاء الأخرى وتلفها.
لذلك، يوصي الخبراء باتباع إجراءات أساسية للعناية بالبشرة لتقليل هذا التلف ،منها:
الحماية من الشمس
تعد الوقاية من الشمس من أهم الطرق للعناية بالبشرة، حيث يُسرع التعرض المستمر لأشعة الشمس ظهور التجاعيد، والبقع العمرية، والمشاكل الجلدية الأخرى. يساعد استخدام واقي الشمس، البحث عن الظل، وارتداء الملابس الواقية في تعزيز الحماية.
التدخين
يساهم التدخين في جعل البشرة تبدو أكبر سناً ويسبب التجاعيد. فهو يُضيّق الأوعية الدموية الصغيرة في الطبقات الخارجية من الجلد، مما يقلل من تدفق الدم، ويجعل البشرة باهتة. كما يستهلك الأكسجين والمواد المغذية الضرورية لصحة البشرة، ويتلف ألياف الكولاجين والإيلاستين التي تمنحها القوة والمرونة.
التعامل بلطف مع البشرة
قد يكون التنظيف والحلاقة اليومية قاسيين على البشرة. لذلك، يُنصح باستخدام الماء الدافئ بدلاً من الساخن في الاستحمام، والابتعاد عن الصابون القاسي الذي يزيل الزيوت الطبيعية للبشرة. بالنسبة للحلاقة، يُفضل استخدام جل أو كريم حلاقة لتلطيف البشرة. بعد الاستحمام، يجب تجفيف البشرة بلطف بالتربيت، ثم ترطيبها باستخدام مرطبات مناسبة.
التغذية الصحية
يعد تناول الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون من العوامل الأساسية للحفاظ على صحة البشرة. هذه الأطعمة تزود البشرة بالعناصر الغذائية الأساسية والمضادات للأكسدة التي تحميها من التلف وتساعد على تجددها. تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالسكر قد يؤدي إلى شيخوخة البشرة المبكرة، بينما قد يسرع النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات المكررة من عملية الشيخوخة. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن شرب كميات كبيرة من الحليب أو تناول الكثير من الأطعمة المصنعة قد يساهم في ظهور حب الشباب.
إدارة التوتر
يزيد الإجهاد الشديد من حساسية البشرة، ويسهم في ظهور حب الشباب ومشاكل جلدية أخرى. لتقليل التوتر وتعزيز صحة البشرة، يُنصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم، ممارسة الرياضة مثل المشي السريع، بالإضافة إلى تجربة التأمل واليوغا. كما يفضل تخصيص وقت للقيام بأنشطة ممتعة.