متابعة: نازك عيسى
أكد الفنان السوري جمال سليمان خلال ندوة أقيمت بنقابة الصحافيين المصريين لتكريمه، حبه العميق لمصر وشعبها، مشيرًا إلى أن علاقته بمصر تتجاوز مجرد نجاح أعماله الفنية.
وقال سليمان: “مصر بالنسبة لي ليست مجرد مكان قدمت فيه أعمالًا مثل حدائق الشيطان، بل هي وطن ثانٍ لي بعد سوريا، وأنا أكن لها تقديرًا كبيرًا لثقافتها وشعبها العظيم”. واسترجع سليمان موقفًا جمعه بالفنان عادل إمام، حيث قال له مازحًا: “أنت دخلت الفن المصري وتركت الباب مفتوحًا وراك”.
وتناول سليمان موقفه من بعض الفنانين المؤيدين لنظام بشار الأسد، معبرًا عن استيائه من محاولاتهم تصوير الأسد كضحية. وأشار إلى البُعد السياسي في مسرحية “روميو وجولييت”، موضحًا أنها تسلط الضوء على صراع بين عائلتين أدى إلى نهاية مأساوية، مما يعكس الصراعات الطبقية في أوروبا في تلك الحقبة.
وأكد سليمان أن الفن له دور محوري في التأثير على السياسة، معتبرًا أنه وسيلة لإيصال رسائل إيجابية وتوعوية. وأعرب عن تقديره للفنانين الذين قدموا اعتذارات عن مواقفهم السابقة، مشددًا على أن الاعتذار ليس ضعفًا بل دليل على القوة والنبل. وأكد على ضرورة العودة إلى الوطن والعمل على إصلاح الأوضاع بعيدًا عن الخصومات الشخصية، معتبرًا أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لتحقيق تغيير حقيقي، خاصة في البنية التحتية.
وفيما يخص فكرة تجسيد شخصية بشار الأسد في عمل فني، صرح سليمان بأنه لا يستطيع تقديم هذا الدور، حيث لا يوجد شبه بينه وبين الأسد، ولا يعتقد أن سيرته ستُعرض في أي عمل فني مستقبلاً.
كما أبدى سليمان تعجبه من تصريحات إحدى الفضائيات عن طريقة تخلي بشار الأسد عن السلطة، قائلاً: “شيء مذهل ما قام به هذا الرجل”، وأضاف أن الأسد يختلف عن باقي الديكتاتوريين، مشيرًا إلى أن “اسمه لن يُكتب في كتاب الديكتاتوريين، بل سيكون له كتاب خاص”. وأوضح أنه توقع انهيار النظام منذ حوالي عام ونصف.
وفي ختام حديثه، صرح سليمان بأنه قد يترشح لمنصب رئيس الجمهورية السورية إذا لم يجد شخصًا أنسب منه لهذا المنصب، مؤكدًا: “إذا أراد السوريون، سأرشح نفسي”.
وفي نهاية الندوة، كرّمت نقابة الصحافيين المصريين الفنان جمال سليمان ومنحته درع النقابة تقديرًا لمسيرته الفنية الثرية، وحرصه الدائم على تعزيز قيم العروبة من خلال أعماله المختلفة.