متابعة بتول ضوا
يُعتبر استكشاف الفضاء من أعظم الإنجازات البشرية، لكنه يفرض تحديات جمة على جسم الإنسان. فبيئة الفضاء، بانعدام جاذبيتها وظروفها القاسية، تُحدث تغيرات فسيولوجية ملحوظة على رواد الفضاء. من بين هذه التغيرات ما يُعرف بـ “الوجه المنتفخ وأرجل الدجاج”، وهي مجرد مظاهر خارجية لتأثيرات أعمق.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيف يؤثر انعدام الجاذبية على جسم رائد الفضاء، وما هي الإجراءات المتخذة للتخفيف من هذه التأثيرات.
تأثير انعدام الجاذبية على جسم الإنسان:
يُعد انعدام الجاذبية العامل الرئيسي المُسبب للتغيرات الفسيولوجية في الفضاء. فعلى الأرض، تعمل الجاذبية على توزيع السوائل في الجسم بشكل متوازن، لكن في الفضاء، تتوزع هذه السوائل بشكل مختلف، مما يؤدي إلى:
- الوجه المنتفخ: يتسبب تجمع السوائل في الجزء العلوي من الجسم، تحديدًا في الوجه والرأس، إلى ظهور انتفاخ ملحوظ.
- أرجل الدجاج: في المقابل، يقل تدفق السوائل إلى الجزء السفلي من الجسم، مما يجعل الأرجل تبدو نحيلة وضعيفة، وهو ما يُعرف بـ “أرجل الدجاج”.
لكن التأثيرات لا تقتصر على المظهر الخارجي، بل تشمل أيضًا:
- ضمور العضلات: بسبب انعدام الحاجة لمقاومة الجاذبية، تبدأ العضلات في الضمور، خاصةً عضلات الساقين والظهر.
- فقدان كثافة العظام: يؤدي انعدام الجاذبية إلى فقدان المعادن من العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- تغيرات في القلب والأوعية الدموية: يتكيف القلب مع انخفاض الجهد المبذول لضخ الدم في بيئة انعدام الجاذبية، مما قد يؤدي إلى تغيرات في حجمه ووظيفته.
- اضطرابات في الجهاز المناعي: يُلاحظ ضعف في وظائف الجهاز المناعي لدى رواد الفضاء، مما يزيد من قابليتهم للإصابة بالالتهابات.
- مشاكل في التوازن والتنسيق: يؤثر انعدام الجاذبية على الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن، مما قد يُسبب دوارًا وغثيانًا وصعوبة في التنسيق الحركي.
إجراءات التخفيف من التأثيرات:
تتخذ وكالة ناسا وغيرها من وكالات الفضاء إجراءات عديدة للتخفيف من هذه التأثيرات، منها:
- التمارين الرياضية: يلتزم رواد الفضاء ببرنامج تمارين رياضية مكثف على متن المحطة الفضائية الدولية، يشمل تمارين المقاومة وتمارين القلب والأوعية الدموية، للحفاظ على قوة العضلات والعظام.
- بدلات الضغط السلبية: تُستخدم هذه البدلات لمحاكاة تأثير الجاذبية على الجزء السفلي من الجسم، مما يساعد على منع تجمع السوائل في الجزء العلوي.
- التغذية السليمة: يتبع رواد الفضاء نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالكالسيوم وفيتامين د للحفاظ على صحة العظام.
- المراقبة الطبية المستمرة: يخضع رواد الفضاء لفحوصات طبية دورية قبل وأثناء وبعد الرحلة الفضائية لمراقبة حالتهم الصحية والكشف عن أي مشاكل.