متابعة: نازك عيسى

الحديد هو معدن أساسي لصحة الجسم، وله دور كبير في الحفاظ على وظائف الدماغ. رغم ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن تراكم الحديد في الدماغ مع تقدم العمر قد يرتبط بمشاكل إدراكية. وفي هذا السياق، اكتشف باحثون من جامعة كنتاكي أن تناول بعض العناصر الغذائية قد يساعد في تقليل تراكم الحديد في الدماغ، ما يسهم في تقليل خطر الإصابة بالتدهور المعرفي مع التقدم في السن.

يركز العلماء بشكل خاص على الحديد غير الهيمي، وهو نوع من الحديد الذي يوجد في الأطعمة النباتية والحيوانية ويشكل نحو 90% من كمية الحديد التي يستهلكها الإنسان من خلال الطعام. وقد أشار الدكتور فالنتينوس زاكاريو، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن الحديد لا يعد عنصراً مهماً فحسب، بل إنه عامل مؤكسد قوي. وعندما لا يُنظم بشكل جيد، يمكن أن يعطل العمليات الخلوية، ويضر بالخلايا العصبية والخلايا الدبقية في الدماغ.

ولتقليل هذا الخطر، تخزن خلايا الدماغ الحديد في مركبات وقائية مثل الفيريتين، مما يحول دون تسمم الخلايا بالحديد. لكن من أجل أن يؤدي الحديد وظيفته في العمليات الخلوية، يجب إطلاقه من هذه المركبات الوقائية بشكل محكوم.

في دراستهم، تابع الباحثون 72 شخصاً مسناً على مدار ثلاث سنوات، حيث قاسوا مستويات الحديد في أدمغة المشاركين باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي. كما فحصوا الأنظمة الغذائية للمشاركين ودرسوا أدائهم الإدراكي، بما في ذلك الذاكرة.

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تراكم الحديد في دماغهم خلال تلك الفترة، سواء في المناطق القشرية أو تحت القشرية، شهدوا تدهوراً في الذاكرة العرضية (القدرة على تذكر الأحداث الماضية) وضعفاً في الوظائف التنفيذية مثل الانتباه وحل المشكلات.

من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين استهلكوا كميات أعلى من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمغذيات المخلبية للحديد والأحماض الدهنية غير المشبعة أظهروا تراكمًا أقل بكثير للحديد في الدماغ، مما ساهم في تقليل التدهور المعرفي.

يشمل النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة مجموعة من الأطعمة مثل التوت، والفراولة، والأرضي شوكي، والتفاح، والسبانخ، والشوكولاتة الداكنة، والمكسرات، والعنب، والبروكلي، والشاي الأخضر، والشمندر (البنجر)، والبرقوق، والبقول، والأفوكادو، والحمضيات.

تعد عملية تراكم الحديد في الدماغ مع التقدم في العمر “عملية حتمية”، إلا أنها عملية يمكن التأثير عليها بشكل إيجابي من خلال اختيارات غذائية مدروسة. مما يعني أن تضمين الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والمواد المغذية الأخرى قد يساهم في تقليل مخاطر التدهور المعرفي ويعزز صحة الدماغ على المدى الطويل.