متابعة: نازك عيسى
في الوقت الذي تبشر فيه أدوية مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” بعصر جديد في مكافحة السمنة، أبدى خبراء قلقهم من أن حقن إنقاص الوزن التي يعتمد عليها ملايين مرضى السكري قد تؤثر سلبًا على فعالية علاجات سرطان الثدي.
ورغم الفوائد الجانبية المحتملة لهذه العلاجات الجديدة، مثل الإقلاع عن التدخين والكحول وتحسين صحة الكبد والكلى، إلا أن الآثار الجانبية المتعلقة بحقن التنحيف تثير مخاوف كبيرة. من بين هذه الآثار الجانبية، يُعتبر شلل المعدة من أكثر الأعراض التي تثير القلق، وقد تم تسليط الضوء عليها بعد أن أصيب بها مشاهير مثل هند عبد الحليم ومنى فاروق.
وقد وجد أطباء أمريكيون في دراسة جديدة أن النساء اللواتي يتلقين علاجًا لسرطان الثدي العدواني، قد يعانين من تأثيرات سلبية نتيجة استخدام حقن التنحيف، ما يؤثر على استجابة أجسامهن للعلاج الكيميائي والعلاج المناعي.
وأظهرت الدراسة أن مرضى سرطان الثدي الذين يتلقون هذه الحقن، المعروفة باسم مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون، كانوا أقل عرضة للشفاء التام من السرطان وأكثر عرضة لعودة الأورام بعد العلاج.
في هذه الدراسة، تمت متابعة مئات النساء المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في مراحله المبكرة طوال فترة العلاج وبعده. وكانت 25 امرأة منهن تتناولن بالفعل حقن “GLP-1s” جنبًا إلى جنب مع أدوية السكري، واستمررن في تناولها أثناء العلاج.
وبعد عامين من متابعة الحالات، تبين أن 28% فقط من النساء اللاتي تناولن حقن التنحيف استجبن بشكل كامل لعلاجات السرطان وكانوا خاليات من الأورام. في المقابل، بلغت نسبة نجاح العلاج 63% لدى النساء اللواتي لم يتلقين حقن التنحيف.
وقالت الدكتورة بيثانيا سانتوس، أخصائية الأورام في جامعة تكساس، والتي قدمت الدراسة في ندوة سرطان الثدي في سان أنطونيو: “قد يكون من الضروري النظر بعناية في استخدام GLP-1s أثناء علاج سرطان الثدي”.
كما اكتشف الباحثون أن المادة الدوائية في حقن التنحيف، وهي GLP-1s، قد تسللت إلى خلايا الورم والخلايا المناعية في عينات المرضى. ويعتقد العلماء أن هذه الحقن قد تجعل خلايا الورم أكثر مقاومة للعلاج القياسي.
ورغم أن السمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وأن فقدان الوزن يمكن أن يسهم في تحسين نتائج العلاج، اقترح الباحثون أن تناول حقن التخسيس يجب أن يكون بعد اكتمال العلاج الكيميائي أو المناعي للحد من المخاطر، وللحفاظ على الوزن بعد العلاج.
وأضاف الباحثون: “نعتقد أن إعطاء GLP-1s للنساء بعد انتهائهن من علاج السرطان قد يقلل من احتمالية تكرار الإصابة بالسرطان”.