ليست هي المرّة الأولى التي يقف فيها الفنان صابر الرباعي على مسرح قرطاج، لكن هذه المرّة كانت ليلته القرطاجنيّة التي أحياها ضمن فعاليات الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي مختلفة ومميّزة.
صابر الذي غاب عن المهرجان 3 سنوات، عاد هذه السنة التي تتزامن مع الذكرى 25 لوقوفه على هذا المسرح العريق، ليغنّي أمام شبابيك مغلقة و بحضور أبنائه ووالدته وزوجته والكثير من أصدقائه. وكذلك عدد من الوزراء على غرار الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية و روني الطرابلسي وزير السياحة والصناعات التقليدية و سنية بالشيخ وزيرة شؤون الشباب والرياضة ووزيرة الصحة بالنيابة و محمد رضا شلغوم وزير المالية وغيرهم..
أعدّ أمير الطرب العربي جيّدا لسهرته صوتا وصورة حيث تم تركيز شاشات خلفيّة عملاقة لبث الحفل، فتحوّل المسرح إلى فضاء مشهديّ متحرّك يتضمّن فرقة موسيقيّة كبيرة العدد بقيادة المايسترو قيس المليتي، وقبل انطلاق الحفل قدّم صابر مقدّمة مصوّرة تحدّث فيها عن البعض من مسيرته الفنيّة الحافلة بالنجاحات والتي تتجاوز اليوم العقدين من الزمن، معتمدا على عناوين أشهر أغانيه التي عرفت نجاحا كبيرا والتي بقيت راسخة في الذاكرة.
في حدود الساعة العاشرة ليلا، بدأت زخات المطر تنزل ببطء لكن صابر تحدّاها وأطلّ على المسرح على إيقاع أغنيته ” تمنيت ” التي تعود إلى التسعينات، وسط تفاعل كبير من الجمهور التي حضر بالآلاف، وبمجرّد الانتهاء من أداء الأغنية الأولى في برنامج سهرته حتّى أصبح المطر يتهاطل بسرعة وهو ما استوجب توقّف الحفل، ومع ذلك لم يغادر الحاضرين مدارج المسرح الروماني داعين أن تتوقف الأمطار ليستمتعوا بصوت صابر الذي اشتاقوا إليه كثيرا.
توقّف المطر وعاد ” الرباعي ” إلى المسرح من جديد على ايقاع أغنيته الشهيرة ” ببساطة “، فزاد التفاعل والحماس في صفوف الحاضرين الذين شكرهم صابر من كلّ قلبه على وفائهم وعلى بقائهم رغم الأمطار.
كان أمير الطرب العربي كريما مع جمهوره حيث غنّى على امتداد ساعتين ونصف وقدّم من ” ريبرتواره” الشرقي “أجمل نساء الدنيا” و”ألف سلامة عليك يا حبيبي” و”عزة نفسي” و “أتحدّى العالم “، ومن “ريبرتواره” التونسي غنّى ” يا للاّ ” و ” يا دلولة ” و “عشيري الغالي “و “برشا برشا ” و “صيد الريم” وهي أغنية شارة المسلسل الذي يحمل العنوان نفسه، أمّا من جديده فقدّم ” مغيار ” و “عمري الجديد”…
تصاعد نسق السهرة وزاد كرم صابر الذي أهدى جمهوره ” كوكتالين ” متتاليين ، وهما “الكوكتال” التونسي الذي ولد سنة 2003 عند اختتامه لمهرجان قرطاج والذي يجمع فيه بين أغاني الهادي الجويني وعلي الرياحي، و “كوكتال الأقطاب” الذي تغنّى بالأولياء الصالحين، فأشعل مدارج قرطاج رقصا وتصفيقا.
تواصل الحفل إلى حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واختتمه صابر بأغنيتي ” سيدي منصور ” و بابا بحري ” مغادرا المسرح على ايقاع أغنيته الجديدة ” باي باي “.
ليلة صابر لم تكن تشبه بقيّة الليالي القرطاجنيّة، فهي استثنائيّة لن تمحى من ذاكرة كلّ من حضرها حيث أثبت من خلالها أنّه نجم ساطع ومتجدّد على الدوام…