متابعة: نازك عيسى
كثيرًا ما يتساءل بعض الأشخاص عن السبب وراء رشاقة أصدقائهم الذين يتمتعون بوزن مثالي رغم تناولهم كميات كبيرة من الطعام، بما في ذلك الأطعمة الدسمة والحلويات، بينما يشعر آخرون بأنهم يكتسبون الوزن بمجرد النظر إلى الطعام.
الأنسجة الدهنية في الجسم لا تقتصر على تخزين الدهون فقط، بل تنقسم إلى نوعين رئيسيين: الدهون البيضاء، التي تقوم بتخزين الطاقة، والدهون البنية، التي تعمل كـ”محرك حراري” لحرق السعرات الحرارية.
تلعب الدهون البنية دورًا مهمًا في الحفاظ على الوزن، حيث تساهم في حرق السعرات الحرارية بكفاءة أكبر حتى في حالة الراحة. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم كميات أكبر من الدهون البنية يميلون إلى أن يكون وزنهم منخفضًا، بغض النظر عن شهيتهم العالية.
أسباب النحافة رغم تناول كميات كبيرة من الطعام
على الرغم من دور الدهون البنية، هناك عوامل أخرى تساهم في النحافة، ومنها:
1. العوامل الوراثية
بعض الأشخاص يولدون بمعدلات أيض مرتفعة، ما يساعدهم على حرق السعرات الحرارية أثناء الراحة دون الحاجة إلى بذل جهد إضافي.
2. تنظيم الشهية
تلعب الجينات دورًا في تنظيم هرمونات مثل اللبتين، الذي يقلل الشهية، والجريلين، الذي يزيد من الشعور بالجوع.
3. الأنشطة اليومية
الحركات اليومية البسيطة، مثل المشي أو التحرك المستمر، تساهم في حرق المزيد من السعرات الحرارية طوال اليوم.
4. كتلة العضلات
الأفراد الذين يمتلكون كتلة عضلية أكبر يحرقون السعرات الحرارية بشكل أسرع حتى أثناء الراحة، ما يساعدهم في الحفاظ على وزن مثالي.
5. ميكروبات الأمعاء
تؤثر بعض الأنماط البكتيرية في الأمعاء على عدد السعرات الممتصة من الطعام. هذا يمكن أن يفسر النحافة لدى بعض الأشخاص رغم الإفراط في تناول الطعام.
6. التأثير الحراري للطعام
يحتاج الجسم إلى طاقة لهضم الطعام وامتصاصه. البعض يتمتع بتأثير حراري طبيعي أعلى، مما يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية عند تناول الطعام.
إذن، على الرغم من أن بعض الأشخاص يمكنهم تناول كميات كبيرة من الطعام دون اكتساب الوزن، فإن هناك مجموعة من العوامل البيولوجية والوراثية التي تساهم في ذلك.