متابعة: نازك عيسى
حذرت باحثة أمريكية من المخاطر الصحية الناتجة عن إعادة استخدام زجاجات المياه أو العلب البلاستيكية المصممة للاستخدام لمرة واحدة فقط.
أكدت شيري ماسون، الأستاذة في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، أن إضافة المزيد من الماء أو تسخين البلاستيك المصمم للاستخدام مرة واحدة يؤدي إلى انفصال الجزيئات النانوية والمواد الكيميائية السامة، مما يسبب تسرب هذه المواد إلى الطعام والسوائل. ووصفت تحلل المواد البلاستيكية بأنه يشبه عملية إفراز الجسم للسموم.
وأوضحت ماسون أنه رغم عدم وجود ارتباط قاطع بين تناول الجسيمات البلاستيكية والسرطان، فإن الدراسات السابقة أظهرت أن تراكم هذه الجسيمات في الأنسجة البشرية يزيد من السمية الكيميائية، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
أشارت ماسون إلى أن هذه العبوات البلاستيكية مصممة للاستخدام مرة واحدة فقط، ولذلك تتحلل بسهولة أكثر من العبوات البلاستيكية المصممة للاستخدام المتكرر. وأضافت أن تعرض العبوات للتلف مع مرور الوقت يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية ضارة مثل البيسفينول A (BPA) والفثالات، التي يمكن أن تلوث المياه وتسبب تسرب السموم إلى الجسم.
كما نبهت إلى أن استخدام هذه العبوات بشكل متكرر يزيد من احتمالية نمو البكتيريا والفطريات داخلها، مما يزيد من خطر التسمم أو الإصابة بالعدوى.
بحسب ماسون، يحتوي البلاستيك على حوالي 16,000 مادة كيميائية، 4,200 منها تصنف على أنها “شديدة الخطورة”. وأوضحت أنه بينما يعتقد المستهلكون أن استخدام زجاجات المياه البلاستيكية آمن، فإن المواد البلاستيكية غير المرئية قد تشكل مصدر القلق الأكبر، حيث يمكن أن تنتقل إلى الدم والكبد والدماغ.
استشهدت ماسون بدراسة أُجريت في جامعة كولومبيا في وقت سابق من هذا العام، والتي أظهرت أن زجاجة المياه تحتوي في المتوسط على 240,000 جزيء خطير. وحذرت من أن الادعاء بأن المياه المعبأة أكثر أمانًا من مياه الصنبور هو مجرد تسويق، موضحة أن تسخين البلاستيك يزيد من تسرب المواد الكيميائية السامة إلى الماء أو الطعام، وأن ترك البلاستيك في الشمس قد يسبب تسرب السموم أيضًا.
