متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة جديدة أن عقار تيرزباتيد، المعروف تجاريًا باسم “زيباوند”، والذي يُستخدم لفقدان الوزن عن طريق الحقن، نجح في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري لدى المرضى الذين يعانون من السمنة ومرحلة ما قبل السكري بنسبة تفوق 90% على مدى ثلاث سنوات مقارنة بالعلاج الوهمي.
تم إجراء الدراسة من قبل باحثين من كلية الطب بجامعة كورنيل، وجامعة ييل، وغيرها من المؤسسات الأكاديمية، وهي امتداد لإحدى أولى تجارب تيرزباتيد التي رعتها شركة إيلي ليلي، والتي استمرت 72 أسبوعًا.
وأظهرت النتائج أنه بعد 176 أسبوعًا من العلاج، تطور مرض السكري لدى 1.3% فقط من المرضى الذين يعانون من السمنة ومرحلة ما قبل السكري والذين تناولوا العقار، مقارنة بـ 13.3% من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.
وقال الدكتور لويس أرون، من كلية طب وايل كورنيل: “تظهر هذه النتائج أن مرض السكري من النوع 2 يمكن الوقاية منه، حتى لدى الأشخاص الذين هم على وشك الإصابة به، باستخدام دواء يساعد في فقدان الوزن”.
ينتمي تيرزباتيد إلى فئة جديدة من الأدوية التي تحاكي الهرمونات المحفزة بالمغذيات، مما يساعد المرضى على فقدان الوزن بشكل كبير وتحسين التحكم في مستويات السكر في الدم. يختلف تيرزباتيد عن “أوزمبيك” من حيث طريقة تأثيره في الجسم.
يعمل تيرزباتيد على تعزيز الشعور بالشبع، مما يقلل من الرغبة في تناول الطعام، ويزيد إفراز الأنسولين، ما يساعد في خفض مستويات الغلوكوز في الدم.
في المرحلة الأولى من التجربة، التي استمرت 72 أسبوعًا، لوحظ أن المصابين بالسمنة الذين تناولوا تيرزباتيد فقدوا بين 15% و22.5% من وزنهم الأساسي، كما شهدوا انخفاضًا كبيرًا في مستويات الهيموغلوبين السكري.
أما في المرحلة الثانية من الدراسة، التي استمرت 176 أسبوعًا، تطورت حالة 10 مرضى فقط، الذين تم علاجهم بتيرزباتيد، إلى مرض السكري، وهو ما يمثل انخفاضًا في المخاطر بنسبة 93% مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي.
أظهرت النتائج أيضًا أن أكثر من 90% من المرضى الذين تناولوا تيرزباتيد حققوا مستويات طبيعية من الهيموغلوبين السكري، مقارنة بـ 59% من المرضى الذين عولجوا بالعلاج الوهمي.
لم تكشف التجربة عن أي مشاكل جديدة تتعلق بالسلامة. كما تبين أن الآثار الجانبية المعدية المعوية الأكثر شيوعًا مثل الغثيان والقيء تراجعت مع استمرار التجربة، مما يشير إلى أن استخدام تيرزباتيد على المدى الطويل يمكن أن يكون مقبولًا نسبيًا.
أظهرت متابعة المرضى بعد 17 أسبوعًا من إيقاف العلاج مكاسب معتدلة في الوزن ومستويات الهيموغلوبين السكري، ما أدى إلى عودة بعض المرضى إلى نطاقات ما قبل السكري أو السكري، مما يبرز الحاجة المحتملة لعلاج مزمن.
وأشار الدكتور أرون إلى أن النتائج قد تشير إلى إمكانية أن يصبح تيرزباتيد يومًا ما أول علاج معتمد لمرحلة ما قبل السكري.