متابعة بتول ضوا
من منا لم يشعر بالإغراء الشديد لشراء منتجات لا يحتاجها بالضرورة خلال عروض “البلاك فرايداي”؟ هذا الحدث السنوي الذي يمثل موسم الذروة للتسوق، يحرك فينا دوافع قوية تدفعنا نحو اتخاذ قرارات شرائية قد نندم عليها لاحقًا. ولكن ما هي الآليات النفسية التي تقف وراء هذا السلوك؟ وما هي العوامل التي تجعلنا ننجذب إلى هذه العروض بشكل لا إرادي؟
سحر التسويق:
- تلعب العروض الترويجية والإعلانات دورًا حاسمًا في تحفيزنا على الشراء. الشركات تستغل في هذا اليوم مجموعة من الأساليب التسويقية الذكية لتأثير على قراراتنا:
- الإحساس بالإلحاح: يتم خلق جو من الإلحاح من خلال تحديد فترة زمنية محددة للعروض، مما يدفعنا للشراء بسرعة قبل انتهاء العرض.
- الندرة: يتم الترويج لمنتجات معينة على أنها محدودة الكمية، مما يزيد من قيمتها في أذهاننا ويدفعنا للشراء قبل نفادها.
- التخفيضات الكبيرة: الأرقام الكبيرة للتخفيضات تجذب انتباهنا وتوحي لنا بأننا نحصل على صفقة جيدة.
- اللعب على العواطف: تستخدم الإعلانات لغة عاطفية قوية تستهدف رغباتنا وأحلامنا، مما يجعلنا نشعر بأن شراء منتج معين سيحقق لنا السعادة.
الدماغ والعروض:
تؤثر هذه العروض على دماغنا بعدة طرق:
- مركز المكافأة: عند رؤية منتج بتخفيض كبير، يتم تنشيط مركز المكافأة في الدماغ، مما يمنحنا شعورًا بالمتعة والإشباع.
- الخوف من الفوات: الشعور بأننا قد نفوت فرصة الحصول على صفقة جيدة يزيد من الرغبة في الشراء.
- التأثير الاجتماعي: نؤثر على بعضنا البعض ونشجع بعضنا على الشراء، مما يزيد من الضغط النفسي لاتخاذ قرار الشراء.
نصائح لمقاومة الإغراء:
- وضع ميزانية: حدد مبلغًا محددًا للتسوق قبل الذهاب للتسوق.
- قائمة التسوق: اكتب قائمة بالمنتجات التي تحتاجها بالفعل قبل الذهاب للتسوق.
- التأني: لا تتسرع في اتخاذ قرار الشراء، خذ وقتك لمقارنة الأسعار والمنتجات.
- التسوق عبر الإنترنت: تجنب الذهاب إلى المتاجر مباشرة، التسوق عبر الإنترنت يساعدك على مقارنة الأسعار بسهولة أكبر.
- التفكير في القيمة الحقيقية: اسأل نفسك: هل أحتاج هذا المنتج حقًا؟ هل سأستخدمه؟
خاتمة:
عروض “البلاك فرايداي” هي ظاهرة تسويقية معقدة تستغل نقاط ضعفنا النفسية. من خلال فهم الآليات التي تقف وراء هذا السلوك، يمكننا اتخاذ قرارات شراء أكثر وعياً. تذكر دائمًا أن التسوق يجب أن يكون متعة،وليس عبئًا ماليًا.