متابعة: نازك عيسى
تستفيد إندونيسيا من وفرة الأسماك في بحرها من خلال إنتاج حليب يعتمد على بروتينات ومغذيات الأسماك. وعلى الرغم من الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع، فإن بعض خبراء التغذية يعبرون عن استيائهم من هذه الفكرة، وذلك بسبب المعالجة المكثفة لهذا النوع من الحليب.
تعتمد الفكرة على قيام الصيادين المحليين في سواحل مدينة إندرامايو بنقل كميات كبيرة من سمك المهر، حيث يتم إرسالها مرتين يوميًا إلى مصنع خاص حيث تتم إزالة العظام منها، ثم طحنها إلى مسحوق أبيض ناعم غني بالبروتين. بعدها، يُنقل حليب البحر إلى منشأة أخرى لإضافة نكهات مثل الفراولة أو الشوكولاتة.
وحسب تقارير وسائل الإعلام المحلية في إندونيسيا، يتم النظر في استخدام حليب الأسماك ضمن برامج وجبات الغداء المدرسية، ويُروج له كمصدر جيد للبروتين. يأمل الخبراء أن يساهم هذا الحليب في دعم صناعة تبلغ قيمتها 4.5 مليار دولار، وأن يوفر فرص عمل لـ 200 ألف شخص.
الفكرة غير التقليدية التي تعتمد على دمج مغذيات الأسماك في الحياة اليومية ليست جديدة في المنطقة، التي تبحث عن حلول لمشكلة نقص الأبقار. ففي الولايات المتحدة، يُستخدم الكولاجين السمكي، وهو بروتين يستخرج من الأسماك، في العناية بالبشرة، بينما كان الاتحاد الأوروبي قد قام بتوظيف علماء لإيجاد طرق لإزالة المواد الكيميائية المسببة للرائحة البحرية من مسحوق بروتين السلمون في العام الماضي.
وفي هذا السياق، قال راسموس ري، الباحث في معهد الأبحاث “نورسي” الممول من الاتحاد الأوروبي، إن ما تقوم به إندونيسيا هو “شيء مفيد”، معربًا عن أمله في أن يكون هذا المشروع مجديًا اقتصاديًا. كما أشار إلى أنه لم تُسجل أي شكوى من الأشخاص الذين جربوا طعم حليب السمك.
ومع ذلك، يعترض بعض خبراء التغذية على الفكرة بسبب المعالجة المكثفة لهذا الحليب، خاصة بعد إضافة السكر والتحليات الاصطناعية إليه. إن حليب السمك أصبح “أكثر تشتيتًا سياسيًا من كونه تدخلًا غذائيًا ذا مغزى”.
وفي هذا السياق، أعرب وزير الصحة الإندونيسي، بودي غونادي صادقين، عن اعتقاده أن هناك خيارات أخرى لإدارة نقص الأبقار، قائلاً: “هناك العديد من الحلول التي يمكن تنفيذها قبل أن نبدأ في حلب الأسماك”.