متابعة: نازك عيسى
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إن انعقاد المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يأتي بمناسبة مرور أكثر من 30 عامًا على انطلاق البرنامج السعودي الوطني للتوائم الملتصقة، الذي تجسد فيه تلاقي إنسانية الطب مع حرص المملكة المستمد من قيم ديننا الحنيف.
وأضاف الملك سلمان، في كلمة ألقاها نيابة عنه أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أن حالات التوائم الملتصقة تواجه تحديات طبية معقدة، بما في ذلك ندرتها، حيث يقدر معدل حدوثها بحالة واحدة لكل 50 ألف ولادة. وهو ما يستدعي تكريس الجهود العلمية والطبية لمواجهة هذه التحديات، وكذلك تكثيف التعاون الإقليمي والدولي لتذليل الصعوبات وتوفير الدعم والرعاية اللازمين لهذه الحالات.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أن المملكة أولت، منذ أكثر من ثلاثة عقود، اهتمامًا بالغًا بحالات التوائم الملتصقة، إيمانًا منها بأهمية تمكين هذه الفئة من حقوقها في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية. وقد تجسد هذا الاهتمام في البرنامج السعودي الوطني للتوائم الملتصقة، الذي أسهم في رعاية 143 حالة من 26 دولة، وأجرى 61 عملية فصل ناجحة، مما جعل البرنامج أحد أكبر البرامج الطبية الإنسانية المتخصصة على مستوى العالم، بل وأصبح البرنامج الوحيد في العالم المتخصص في فصل التوائم الملتصقة.
وتابع خادم الحرمين الشريفين أن المملكة، استنادًا إلى تجربتها الناجحة في هذا المجال ودورها الرائد في عمليات فصل التوائم، وبإيمانها العميق بأهمية العناية بهذه الفئة، قد بادرت بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يقضي بتخصيص يوم 24 نوفمبر من كل عام ليكون “اليوم الدولي للتوائم الملتصقة”، بهدف تعزيز الوعي العالمي بحالاتهم على مختلف الأصعدة.
وفي ختام كلمته، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الشكر للطواقم الطبية التي تعاملت مع هذه الحالات بدقة ومهنية وإنسانية، مؤكدًا أن المملكة ستواصل بذل الجهود المشتركة لتعزيز الاهتمام بهذه الفئة وتحسين جودة الرعاية والخدمات الصحية المقدمة لهم، سائلًا الله عز وجل أن تحقق هذه الجهود أهدافها في خدمة الإنسانية.