متابعة: نازك عيسى
تشكل التونة المعلبة خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، وذلك بسبب احتوائها على مستويات مرتفعة من الزئبق، وهو ما أظهرته نتائج اختبارات شملت 150 علبة تونة تم شراؤها في دول مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
تبين أن جميع العينات التي تم فحصها تحتوي على الزئبق، حيث تجاوزت 57% منها الحد الأقصى المسموح به وهو 0.3 أجزاء في المليون، وهو الحد الذي يتم تطبيقه على الأسماك الأخرى.
أضرار التونة المعلبة
أجرت كل من منظمتا “فوود ووتش” و”بلوم” المعنيتان بحقوق المستهلك وحماية البيئة البحرية اختبارات شملت عينات من التونة المعلبة، وأطلقت تحذيرات قوية بشأن المخاطر الصحية المحتملة. كما أوصت بتفعيل تدابير الحماية لحظر بيع المنتجات التي تحتوي على مستويات زئبق تتجاوز الحد الآمن.
أظهرت الدراسات أن التعرض لمعدن الزئبق يمكن أن يؤدي إلى عدة مشاكل صحية خطيرة، أبرزها تأثر نمو الدماغ، وتلف الرئتين، بالإضافة إلى ارتباطه ببعض أنواع السرطان. وتشير الدراسات إلى أن التونة تحتوي عادة على مستويات أعلى من الزئبق مقارنة ببقية المأكولات البحرية، مما يجعلها مادة غذائية يجب الحذر في تناولها.
وتوصي المنظمات الصحية بتقليل استهلاك التونة المعلبة خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل النساء الحوامل والأطفال.
التونة وآثارها على الجهاز العصبي
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن التعرض للزئبق، وخاصة ميثيل الزئبق، يشكل تهديدًا كبيرًا على الجهاز العصبي، حيث يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عصبية وسلوكية، بما في ذلك صعوبات في التعلم والذاكرة، وتغيرات في السلوك.
وفي هذا السياق، أثار تقرير في فرنسا جدلاً واسعًا بعدما تم الكشف عن مستويات عالية من الزئبق في منتجات تونة تحمل علامة “بوتي نافير” (Petit Navire). فقد أظهرت إحدى العينات مستويات زئبق بلغت 3.9 ميليغرام لكل كيلوغرام، وهي كمية تتجاوز بكثير الحدود المسموح بها.
بينما يعتبر سمك التونة بشكل عام آمنًا للاستهلاك، فإن التونة المعلبة المصنعة تحتوي على مستويات عالية من الزئبق التي تشكل تهديدًا صحيًا. لذلك، يُنصح بتقليل استهلاك التونة المعلبة، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الحوامل والأطفال، لضمان السلامة الصحية والوقاية من الأضرار المحتملة.