تأثير الشاشات على التطور العقلي والنفسي للأطفال
تعرض الأطفال تحت سن السنتين للشاشات، سواء كانت تلك الشاشات تلفزيونات أو أجهزة لوحية أو هواتف ذكية، يمكن أن يكون له آثار سلبية متعددة على نموهم العقلي والنفسي. فيما يلي بعض الأضرار المحتملة للتعرض المبكر للشاشات على الأطفال.
التأثير على التطور العقلي
واحدة من أكثر القضايا الملحوظة المتعلقة بتعرض الأطفال للشاشات هي التأثير على تطورهم العقلي. الأطفال في سنواتهم الأولى يكونون في المراحل الحرجة لاكتساب مهارات جديدة وتطوير أدمغتهم. الأبحاث تشير إلى أن:
- التعرض المفرط يبقى الأطفال بعيدين عن الأنشطة البدنية والمعرفية التفاعلية الضرورية لتطور الدماغ.
- قد يُقصِّر التعرض للشاشات من مدى انتباه الطفل وقدرته على التركيز.
- يمكن أن يؤثر سلباً على ذكائهم اللغوي والاجتماعي بسبب نقص التفاعل الوجاهي والمعرفي مع البالغين والأقران.
الأضرار النفسية والاجتماعية
الأطفال الصغار بحاجة إلى التواصل الاجتماعي والتفاعل المجتمعي لتنمية مهاراتهم العاطفية والاجتماعية. وسيلة التعليم بالفيديو أو التطبيقات يمكن أن تقلل من وقت الطفل مع الأنشطة الحيوية الأخرى التي تعلمهم كيفية التفاعل مع الآخرين وكيفية قراءة واستجابة للعواطف، مما يؤدي إلى:
- عزلة اجتماعية للطفل نتيجة قلة التفاعل مع الأشخاص الحقيقيين.
- اضطرابات النوم، خاصة إذا تم التعرض للشاشات قبل النوم مباشرة.
- زيادة احتمالية ظهور القلق والاكتئاب في مراحل لاحقة من الحياة، نتيجة السلوكيات المكتسبة في وقت مبكر.
فقدان القدرات الحركية الناعمة
الأنشطة التي تتطلب الحركة، مثل اللعب بالبلاط أو المشاركة في الألعاب البدنية، تعتبر ضرورية لتطوير المهارات الحركية عند الأطفال. مع ازدياد تعرض الأطفال للشاشات، قد يعانون من:
- انخفاض تطوير المهارات الحركية الدقيقة بسبب قلة الاستخدام البدني لأنشطتهم اليومية.
- السمنة، كنتيجة لقلة الحركة واتباع العادات الغذائية غير الصحية في الجلوس الطويل أمام الشاشات.
نصائح للآباء والأمهات
للتخفيف من الأضرار المحتملة للتعرض للشاشات لدى الأطفال تحت سن السنتين، ينصح الخبراء بما يلي:
- تشجيع الأنشطة التفاعلية الواقعية، مثل اللعب الجسدي وقراءة الكتب والتفاعل مع أفراد الأسرة.
- تحديد أوقات محددة للشاشات وتجنب استخدامها قبل النوم.
- تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الإبداعية مثل الرسم أو البناء بالمكعبات.
في الختام، التوازن يبقى هو الحل الأمثل، ولذلك يجب على الآباء والأمهات الالتزام بمراقبة استخدام أطفالهم للشاشات بعناية لضمان استفادة الأطفال من أفضل الفرص الممكنة للنمو العقلي والنفسي السليم. ينبغي أن تكون الشاشات أداة تعليمية عند الضرورة وليست بديلاً عن الأنشطة الجسمانية والمعرفية الضرورية لتطور الطفل الكامل.