متابعة بتول ضوا
في تقدم علمي مذهل، كشف باحثون دوليون عن قدرة خلايا الجسم المختلفة، بما في ذلك الخلايا العصبية وخلايا الكلى، على تخزين المعلومات والتعلم بمرور الوقت، تمامًا كما تفعل خلايا الدماغ. هذا الاكتشاف، الذي نُشر في دورية “نيتشر كومينيكيشنز”، يهدد بتغيير فهمنا الأساسي لكيفية عمل الجسم البشري.
ما هي الذاكرة الخلوية؟
لطالما اعتقد العلماء أن الذاكرة هي وظيفة حصرية للدماغ، حيث يتم تخزين الذكريات في شبكات معقدة من الخلايا العصبية. ومع ذلك، أظهرت الدراسة الجديدة أن خلايا الجسم الأخرى تمتلك آليات مماثلة لتخزين المعلومات والاستجابة للمؤثرات الخارجية.
في التجربة، قام الباحثون بتعريض خلايا مختلفة لأنماط متكررة من الإشارات الكيميائية، مما أدى إلى تفعيل “جين الذاكرة” في هذه الخلايا. هذا يعني أن الخلايا كانت قادرة على التعرف على هذه الأنماط وتذكرها، مما يشير إلى وجود نوع من “الذاكرة الخلوية”.
تداعيات هذا الاكتشاف
هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة في العديد من المجالات، بما في ذلك:
الأمراض المزمنة: قد يساعد فهم كيفية تذكر الخلايا للأمراض المزمنة، مثل السكري والسرطان، في تطوير علاجات أكثر فعالية.
الشيخوخة: قد يساعد في فهم عملية الشيخوخة وكيفية تأثيرها على قدرة الخلايا على التذكر والتعلم.
الطب التجديدي: يمكن استخدام هذه المعرفة لتعزيز قدرة الخلايا الجذعية على التمايز والاندماج في الأنسجة التالفة.
مستقبل علم الأحياء
يشير هذا الاكتشاف إلى أننا ربما نحتاج إلى إعادة النظر في نظرتنا للجسم البشري ككل. فبدلاً من النظر إلى الأعضاء والأنسجة بشكل منفصل، قد يكون من الأفضل النظر إليها كشبكة متكاملة من الخلايا التي تتواصل
وتتعلم معًا.