متابعة: نازك عيسى
حتى عندما يعتقد الشخص أن العينان ثابتتان تمامًا أثناء قراءة بعض الكلمات، فإنهما في الواقع تقومان بحركات صغيرة غير واعية. هذا ما كشفت عنه دراسة جديدة وجدت أن هذه الحركات المجهرية تعمل بتناغم مع ترتيب الخلايا المستشعرة للضوء في أعيننا.
هذه الحركات العشوائية، التي تتكيف تلقائيًا لتحقيق أقصى رؤية ممكنة، تلعب دورًا بالغ الأهمية، حيث تساعد في تحسين وضوح الرؤية.
أجرى البحث الدكتور وولف هامنينغ في مستشفى جامعة بون بألمانيا، حيث أشار إلى أن “أعيننا تتحرك باستمرار وبلا وعي، على عكس الكاميرا”.
تستمر هذه الحركات الصغيرة حتى عندما نحاول بجهد التركيز على نقطة ثابتة.
شارك في الدراسة 16 متطوعًا أصحاء، واستخدم فريق البحث أداة متخصصة تُعرف بمنظار العين الضوئي التكيفي وهو الوحيد من نوعه في ألمانيا لإجراء التحقيقات.
سمح هذا الجهاز المتقدم بمراقبة الترتيب الدقيق للخلايا المخروطية في عيون المشاركين، مع تتبع حركات أعينهم الدقيقة في الوقت نفسه.
في وسط كل عين، توجد منطقة صغيرة تُعرف بالحفرة، تحتوي على حوالي 200,000 خلية مخروطية لكل مليمتر مربع، وهذه الخلايا مسؤولة عن قدرتنا على رؤية التفاصيل الدقيقة والألوان الزاهية.
وعلى عكس الشبكة الموحدة من وحدات البكسل في كاميرات الهواتف الذكية، فإن الخلايا المخروطية ليست موزعة بشكل متساوٍ. يمتلك كل شخص نمطًا فريدًا من كثافة المخاريط في الحفرة، يشبه بصمة الإصبع في الرؤية.
وجد الباحثون أن العين تنجرف تلقائيًا في أنماط تعزز من استخدام مناطق المخاريط ذات الكثافة الأعلى، مما يعزز القدرة على رؤية التفاصيل.
هذا الاكتشاف الجديد قد يحمل تطبيقات عملية مهمة. يقترح فريق الدكتور هامنينغ أن فهم كيفية تحسين هذه الحركات اللاواعية للرؤية يمكن أن يؤدي إلى علاجات أفضل لاضطرابات العين وتحسين تقنيات الرؤية الاصطناعية، مثل زراعة الشبكية.