شهد القطاع السياحي في رأس الخيمة، على مدار الأعوام الماضية، انتعاشاً يلفت الأنظار بقوة، وازدهاراً مُستحقاً قياساً بالجهود الدؤوبة المبذولة والمشاريع المتميزة والأفكار الخلّاقة، وسط معدلات طلب وإشغال عالية للغرف الفندقية، وإقبال كبير من السياح، من أنحاء مختلفة من العالم، بينهم الزوار المحليون ونُظراؤهم الخليجيون، بجانب أعداد كبيرة من السياح القادمين من دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والهند والصين وسواها.
يتجلّى ازدهار القطاع السياحي في رأس الخيمة أيضاً، في المشاريع الفندقية العالمية الكبيرة، التي يتواصل العمل فيها حالياً، ما حوّل بعض مناطق الإمارة إلى ورش لا تهدأ ولا تتوقف فيها عجلة البناء والتحديث والتطوير، مع البنية التحتية المتطورة والمبادرات السياحية النوعية والخدمات المتميزة، بجانب المشاريع الكبرى القائمة، وتستقبل السياح والزوار خلال المراحل الماضية، حيث تمتلك الإمارة «أيقونات سياحية» وعقارية استثنائية، من أبرزها جزيرة المُرجان، وميناء العرب، وقرية الحمرا، وسواها.
سياحة مُستدامة وعوامل جذب
وعلى غرار فلسفتها في التنمية بمختلف القطاعات والمجالات الحيوية، المُستندة إلى رؤية صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، تستهدف الإمارة ترسيخ مفهوم «السياحة المُستدامة»، مع تحولها إلى بُؤرة جذب للعلامات الفندقية الكبرى والشهيرة عالمياً، كما هي في الواقع وجهة جاذبة لأفواج كبيرة من السياح، القادمين من أسواق سياحية عالية كبرى ومتعددة.
مجالات سياحية جديدة
وما يستدعي التوقف، ما حققته الإمارة من نجاحات نوعية في مجالات سياحية جديدة، نسبياً، في الدولة والمنطقة، مثل: المغامرات، والرحلات البرية والجبلية، في ظل ما يستأثر به «جبل جيس»، الأعلى ارتفاعاً في الإمارات، من مكانة متنامية على الخريطة السياحية، محلياً وإقليمياً ودولياً، وما يحظى به من إقبالٍ واسع من الزوار المحليين من مختلف إمارات الدولة، والسياح من دول وأسواق سياحية عدة، ليتحول «جيس» إلى إحدى أبرز الوجهات والمعالم الطبيعية السياحية.
رُؤية سياحية
وتهدف رؤية رأس الخيمة في قطاع السياحة، في ظل ما يوليه صاحب السموّ حاكم رأس الخيمة من أهمية خاصة للقطاع الحيوي، إلى جعل الإمارة «وجهةً سياحيةً رائدةً»، إقليمياً ودولياً، وتعزيز موقعها على خريطة السياحة العالمية إجمالاً، ودعم حضورها في حقل السياحة الصديقة للبيئة بحلول العام المقبل 2025، واستقطاب 3.5 مليون سائح وزائر سنوياً بحلول عام 2030.
وتقود هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة تلك الاستراتيجية الطموحة، الرامية إلى بناء قطاع سياحي نوعي ومُستدام، اجتماعياً وبيئياً واقتصادياً، يُسهم في تعزيز جودة حياة ورفاه المواطنين والمقيمين على أرض الدولة.
نجاح مُستحق
وحققت رأس الخيمة، خلال العام الماضي 2023، نجاحاً لافتاً ومُستحقاً بتسجيلها أعلى مستوى على الإطلاق في أعداد السياح والزوار، القادمين إلى الإمارة من دول كثيرة في العالم، بنحو 1.22 مليون سائح، بزيادة 8% على عام 2022، فضلاً عن ارتفاع سنوي ملحوظ بنسبة 24% في عدد السياح الدوليين.
53 منشأة فندقية و7787 غرفة
وشهد قطاع السياحة والضيافة في رأس الخيمة نمواً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية، حيث تحتضن الإمارة اليوم 12 فندقاً من فئة 5 نجوم، تقدم للنزلاء تجارب إقامة فريدة، على شواطئها المطلة على مياه الخليج العربي، ويبلغ العدد الإجمالي لمنشآت الضيافة، التي تتوزع في أنحاء مختلفة من الإمارة، 53 متخصصة، تقدم خيارات تتناسب مع مختلف الميزانيات ومستويات الدخل، ووفقاً لآخر إحصاء تتوافر في الإمارة 7787 غرفة فندقية.
عاصمة السياحة الخليجية
وبفضل وفرة عروضها السياحية المتميزة، اختار مجلس التعاون الخليجي، إمارة رأس الخيمة عاصمةً للسياحة الخليجية، عن عامي 2021 و2022، وتثميناً لنجاحها في تقديم بيئة آمنة للزوار، كانت رأس الخيمة أول مدينة في العالم تحظى باعتماد الأمان من «بيرو فيريتاس»، وأول إمارة تتلقى ختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة.
أنانتارا
كما افتتح صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، رسمياً، منتجع «أنانتارا ميناء العرب» رأس الخيمة، علامة الضيافة الفاخرة عالمياً، ليشكل الإضافة الأحدث ضمن سلسلة الفنادق الفاخرة من فئة خمس نجوم في إمارة رأس الخيمة.
أطول مسار انزلاقي في العالم
ويشكل «جبل جيس فلايت»، الذي أطلق خلال عام 2018، أحد الإنجازات الرئيسية لقطاع السياحة في إمارة رأس الخيمة، وهو أطول مسار انزلاقي في العالم، بطول 2.83 كيلومتر، ويقع في جبل جيس، أعلى قمة جبلية في دولة الإمارات، ويبلغ ارتفاعه 1934 متراً عن سطح البحر.