كتب: علاء محمد
في ظل التطورات اليومية على عاصفة الكورونا والتغيرات المرتقبة على أكثر من صعيد في العالم، يبرز دور الوباء في تحجيم الكثير من حداثة كرة القدم التي تتصدر قائمة المجالات المالية منذ 25 عاما.
ويجدر السؤال: إلى أين يمكن أن تؤدي الكورونا بكرة القدم؟ كثيرون يظنون أن المشكلة مؤقتة وسرعان ما يعود كل نادٍ إلى قواعده وكل جمهور إلى مدرجاته وكأن شيئا لم يكن!.
في الحقيقة فإن “كوفيد 19” ينذر بويلات ستعصف “أو قد تعصف” تعيد كل شيء إلى ما كان عليه الوضع قبل توقيع اتفاقية ماسترخت 1992 والتي نشأ بموجبها الاتحاد الأوروبي، والذي بنشوئه آنذاك، انطلقت كرة القدم الأوروبية لتغدو في صدارة العالم بعد أن كانت تتشاركها دوليا مع أمريكا اللاتينية، وقاريا مع شرق القارة، وأحيانا تفقدها لصالح الطرفين، وكل ذلك كان مبرره التكافؤ في القوة والقوى بين الجميع.
فالتفوق المالي كان نسبيا ولا يصنع فارقا جوهريا ولا يعمق الهوة بين غرب أوروبا وشرقها، فما بالك بين القارة وخصمتها الكروية اللاتينية الممثلة بالبرازيل والأرجنتين والأورغواي.
قد لا يتوفر المال الكافي لدى الأندية لشراء اللاعبين كما كان الحال في السنوات العشرين الأخيرة التي تلت نشوء الاتحاد الأوروبي وقوانينه التي سمحت بشراء البرازيل والأرجنتين بالكامل. وقد ينوي كثيرون الشراء ولكن دون أن تتيسر الأمور فالشركات ستتوقف عند الكثير من المعضلات وبخاصة مع بلوغ التهديد مئات البنوك المقرضة للشركات في ظل عالم خسر خلال ثلاثة أشهر ما يفوق الـ 30 تريليون دولار وسط دوامة حقيقة تنبئ باقتصاد مشلول لسنوات تتحدث عنه كبرى الدول العالمية.
فيما لو حصل ذلك، لن نرى برشلونة وريال مدريد يتسيدان، ولا الدوري الإنكليزي يبذخ، ولا الدوري الفرنسي يحشد نجوم العالم في باريس سان جيرمان.. كذلك ستتراجع الهوة التي أحدثها الأوروبيون مع اللاتينيين في كؤوس العالم منذ 2006 والهيمنة التي فرضوها بقوة الاحتراف، إذ سنجد البرازيل والأرجنتين عادتا للواجهة من جديد.
وكذلك سنرى دوري الأبطال: تارةً يتوج به برشلونة أو ميلان أو مانشستر يونايتد، وتارة يحمل لقبه ما يشبه مالمو السويدي أو نوتنغهام فوريست الإنكليزي، وقد نجد أشباه ستيوا بوخارست الروماني يعودون للنهائي ضد بايرن ميونخ وما شابه، ولقب 1991 لليوغسلاف القدامى يعود بنادٍ أقل مما كان عليه النجم الأحمر آنذاك.
الكورونا ليست لعبة، بل شبح يهدد بتغيير النظام العالمي السياسي والاقتصادي والعسكري.. فكيف بكرة القدم التي يخضع تطورها، أصلا، لتطور تلك المجالات وتنحسر بانحسارها؟