متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة حديثة أن العقل البشري يعمل بشكل مختلف أثناء الاستيقاظ ليلاً، حيث تزداد المشاعر السلبية جذباً للانتباه بعد منتصف الليل، وتصبح الأفكار الخطيرة، مثل الانتحار، أكثر إغراءً.
أوضح الباحثون الأمريكيون أن أنظمة الدماغ تتغير بشكل ملحوظ بعد حلول الظلام، وخاصة بعد منتصف الليل، وذلك بسبب الدورة الطبيعية للنشاط اليومي لجسم الإنسان وعقله التي تستمر لمدة 24 ساعة، مما يؤثر بشكل مباشر على العواطف والسلوك.
خلال النهار، يكون الجسم والعقل في حالة تأهب ويقظة، حيث يتم ضبط المستويات الجزيئية ونشاط الدماغ وفقاً لهذه الحالة. ولكن في الليل، يكون السلوك الطبيعي هو النوم. إذا كان الشخص مستيقظاً خلال هذه الفترة، فإن نشاط الدماغ يتغير بشكل يجعلهم أكثر عرضة للمشاعر السلبية والأفكار الخطيرة.
تقول عالمة الأعصاب إليزابيث كليرمان من جامعة هارفارد: “هناك ملايين الأشخاص الذين يستيقظون في منتصف الليل، وهناك دلائل قوية تشير إلى أن أدمغتهم لا تعمل بنفس الكفاءة التي تعمل بها أثناء النهار”. كما طالبت كليرمان بإجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال، نظراً لأن صحة وسلامة هؤلاء الأشخاص قد تكون مهددة.
لتوضيح وجهة نظرهم، استخدم مؤلفو الدراسة مثالين. الأول هو لشخص مدمن على الهيروين يتمكن من مقاومة رغباته خلال النهار، لكنه يستسلم لها في الليل. المثال الثاني لطالب جامعي يعاني من الأرق، ويشعر باليأس والوحدة مع مرور الليالي التي لا يتمكن فيها من النوم. كلا السيناريوهين قد يؤديان إلى عواقب وخيمة، حيث أن إيذاء النفس يكون أكثر شيوعاً في الليل، ويزداد خطر الانتحار بمقدار ثلاثة أضعاف بين منتصف الليل والسادسة صباحاً مقارنة بأي وقت آخر من اليوم.
خلصت الدراسة إلى أن اليقظة الليلية تشكل عامل خطر للانتحار، حيث يسعى الأشخاص للهروب من الوحدة والألم في وقت لا يوجد فيه أحد لمساعدتهم أو منعهم من إيذاء أنفسهم.