متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة حديثة أن العلاج بالضوء الحيوي، المعروف باسم “العلاج بالضوء الأحمر”، قد يساهم في تقليل خطر فقدان البصر وإبطاء تطور الشكل “الجاف” من الضمور البقعي.
تم تقديم نتائج هذه الدراسة في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية لطب العيون الذي اختتم مؤخرًا في شيكاغو. وصرح الباحث الرئيسي، الدكتور ديفيد بوير، بأن هذا العلاج يُعد الأول من نوعه وغير الجراحي الذي يبدو أنه قادر على تحسين الرؤية والحد من تطور الضمور البقعي الجاف.
يعاني حوالي 80% من مرضى الضمور البقعي من الشكل “الجاف” للمرض، الذي يؤدي تدريجيًا إلى فقدان الرؤية المركزية. يحدث هذا نتيجة ترقق البقعة، وهي منطقة صغيرة ومهمة في مركز الشبكية، وتراكم بروتينات صغيرة تُعرف باسم “دروسن”.
وأشار الدكتور بوير إلى أن هناك خيارات علاجية فعالة لمصابي الضمور البقعي الرطب، حيث تتلف البقعة بسبب تسرب الأوعية الدموية. أما بالنسبة للمصابين بالضمور البقعي الجاف، فتبقى الخيارات محدودة، باستثناء التعديلات في النظام الغذائي وأسلوب الحياة.
يعتمد العلاج بالضوء الحيوي على استخدام أطوال موجية معينة من الضوء لتحسين وظائف خلايا الشبكية، مما يعزز من صحتها ويدعم قدرتها على العمل لفترة أطول. وأوضح الباحثون أن هذه التقنية مستخدمة بالفعل في علاج أمراض أخرى للعيون مثل اعتلال الشبكية السكري.
في الدراسة، شملت التجربة 100 مريض يعانون من الضمور البقعي الجاف في مراحله المتقدمة. تم تقسيم المشاركين عشوائيًا لتلقي العلاج بالضوء الحيوي أو دواء وهمي. تم وصف العلاج 3 مرات أسبوعيًا لمدة 3 أسابيع، وتم تكراره كل 4 أشهر.
بعد عامين، أظهرت النتائج أن 53% من المرضى الذين خضعوا للعلاج بالضوء شهدوا تحسنًا ملحوظًا في الرؤية، بناءً على قياسات اختبار مخطط العين. وفي المقابل، سجل 18% فقط من المرضى في مجموعة الدواء الوهمي تراجعًا كبيرًا في نتائج اختبار الرؤية.
بالإضافة إلى ذلك، تبين أن العلاج بالضوء أدى إلى تقليل تطور المرض نحو مرحلة الضمور الجغرافي بنسبة 73%، وهي المرحلة المتقدمة من الضمور البقعي. وعلى العكس، زادت نسبة التدهور بنسبة 24% بين المرضى الذين لم يتلقوا العلاج بالضوء.