متابعة بتول ضوا
لطالما اعتبر الشلل نهاية لأحلام الكثيرين، وحكمًا بالإعاقة مدى الحياة. ولكن مع التقدم الهائل في مجال الطب، وخاصة في مجال الخلايا الجذعية، بدأت تلوح في الأفق آفاق جديدة لعلاج هذا المرض العضال. فما هي الخلايا الجذعية؟ وكيف يمكنها أن تحدث ثورة في علاج الشلل والأمراض المستعصية الأخرى؟
ما هي الخلايا الجذعية ولماذا هي مهمة؟
الخلايا الجذعية هي خلايا فريدة من نوعها تتمتع بقدرة هائلة على التكاثر والتطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم. يمكن تشبيهها بـ”الخلايا الجذعية” التي يمكن أن تتفرع منها أنواع مختلفة من الخلايا المتخصصة.
أهمية دم الحبل السري:
مصدر غني بالخلايا الجذعية: يعد دم الحبل السري مصدراً غنياً بالخلايا الجذعية الجنينية، والتي تتميز بقدرة عالية على التجدد والتطور.
سهولة الحصول عليه: يمكن جمع دم الحبل السري بسهولة بعد ولادة الطفل دون أي مضاعفات صحية.
توافق نسبي: تتميز خلايا دم الحبل السري بتوافق نسبي مع أنسجة الجسم، مما يقلل من خطر الرفض المناعي عند الزرع.
كيف تعمل الخلايا الجذعية في علاج الشلل؟
عندما يحدث تلف في الحبل الشوكي، تفقد الخلايا العصبية قدرتها على إرسال الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى الشلل. تلعب الخلايا الجذعية دوراً حيوياً في إصلاح هذا التلف من خلال:
استبدال الخلايا التالفة: تقوم الخلايا الجذعية باستبدال الخلايا العصبية التالفة بخلايا جديدة سليمة.
تحفيز تجدد الأنسجة: تساعد الخلايا الجذعية على تحفيز نمو الأوعية الدموية والأنسجة العصبية الجديدة في المنطقة المصابة.
تخفيف الالتهاب: تعمل الخلايا الجذعية على تقليل الالتهاب الذي يحيط بالموقع المصاب، مما يساعد على تسريع عملية الشفاء.
نجاحات باهرة في علاج الشلل
أثبتت العديد من الدراسات السريرية فعالية الخلايا الجذعية في علاج الشلل. فمثلاً، نجح الدكتور إدوارد ويرث في علاج صبي صغير أصيب بالشلل نتيجة حادث سيارة، حيث تمكن من استعادة القدرة على المشي والحركة بعد تلقي العلاج بالخلايا الجذعية.
المستقبل الواعد للخلايا الجذعية
لا يقتصر دور الخلايا الجذعية على علاج الشلل فقط، بل تمتد آفاقها لتشمل علاج العديد من الأمراض المستعصية الأخرى مثل السرطان، والتوحد، والسكري، ومرض الزهايمر. ومع استمرار الأبحاث والتطورات التكنولوجية، يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل واعد حيث تصبح الخلايا الجذعية وسيلة فعالة لعلاج العديد من الأمراض التي كانت تعتبر مستعصية في الماضي.