متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة جديدة عن سبب شائع يجعل الكثيرين يعتقدون أن قراراتهم صحيحة ولا تحتاج إلى مراجعة، وهو ما أطلق عليه الباحثون “وهم كفاية المعلومات”. هذا الوهم يدفع الأشخاص للاعتقاد بأنهم يمتلكون جميع المعلومات الضرورية لاتخاذ قرار أو دعم موقفهم، حتى وإن كان الأمر غير صحيح.
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعات ولاية أوهايو، وجون هوبكنز، وستانفورد، شملت 1261 مشاركاً عبر الإنترنت. تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، حيث قرأت كل مجموعة مقالاً مختلفاً عن مدرسة خيالية تعاني من نقص في المياه. إحدى المجموعات قرأت مقالاً يوضح الأسباب التي تدعو إلى دمج المدرسة مع أخرى تمتلك مياه كافية، بينما قرأت المجموعة الثانية مقالاً يعرض الحجج الداعية للبقاء منفصلين على أمل إيجاد حلول أخرى. أما المجموعة الثالثة، وهي المجموعة الضابطة، قرأت مقالاً يتضمن كافة الحجج المؤيدة والمعارضة للاندماج.
أظهرت النتائج أن المجموعتين اللتين تلقتا نصف القصة فقط، سواء كانت مؤيدة للاندماج أو معارضة له، اعتقدتا أنهما تمتلكان المعلومات الكافية لاتخاذ قرار مدروس. وكان أغلب المشاركين في هاتين المجموعتين على استعداد لتبني التوصيات الواردة في المقالة التي قرأوها، بل واعتقدوا أن الآخرين سيتخذون نفس القرار.
علق الباحثون على هذه الظاهرة، موضحين أن “الوضع الافتراضي للعقل هو الثقة في القرارات”، مشيرين إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على معلومات ناقصة كانوا في الواقع أكثر ثقة في قراراتهم من أولئك الذين اطلعوا على القصة الكاملة. وعبّروا عن ثقتهم الزائدة رغم افتقارهم لكافة المعلومات.
ومع ذلك، أوضحت الدراسة أن هناك جانبًا إيجابيًا؛ فبعض المشاركين الذين قرأوا جانبًا واحدًا فقط من القصة كانوا على استعداد لتغيير آرائهم بعد اطلاعهم على الحجج الكاملة من الجانبين، مما يعزز أهمية الاطلاع على جميع الحقائق قبل اتخاذ القرار.